شهادات حول وضع الأكل والجوع في شمال غزة



الوقت المقدر للقراءة: 6 دقيقة
منذ 8 أشهر

مراسل العربي إسلام بدر يسلط الضوء على شح الغذاء وخطر المجاعة في شمال قطاع غزة مع ارتفاع كبير في الأسعار، وتأثير ذلك الواضح على الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع خاصة الأطفال، وتم نشر الشهادة بتاريخ 21 يناير 2004. 

المراسل:
صحيحٌ أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، لكن القليل منه لا يضر، خصوصًا في ظلِ منطقة لم يدخل إليها  كيس طحينٍ واحد منذ أشهرٍ عديدة، أنا هنا في شمال قطاع غزة حيث لا ماء ولا دواء ولا غذاء يدخل وفقًا للسياسة التي رسمها "يوآف غالانت" يوم السابع من أكتوبر، ولا زالت إسرائيل ملتزمة بها.  

المتحدث الأول:

المجاعة موجودة، لا يوجد طحين في السوق نهائياً. يعني أنا لفيت من الصبحيات..  أطلع ألف في السوق أجيب رطل طحين لأولادي ما لقيتش غير واحد ببيع ذرة مع شعير ومشتريتش. روحت على بيتي اشتريت ب 5 شيكل فلافل وأطعمتهم.. أفطروا فلافل. والله العظيم هذهِ من صدق موجود.. المشكلة أنا بالنسبة إلي معي مصاري بجيبتي بس مش لاقي طحين، فما رأيك الإنسان اللي ما معهوش، الله يكون بعونه. 

المتحدثة الثانية:

فش أكل فش شرب فش حاجة.. فش حليب ولا في اشي للطفل، حتَّى  أمه إلّي ترضعه مفيش.. ولا شيء، وصار الولد يضعف يوم عن يوم زي اللي صابه جفاف. هان بعد شهر ونص أجى الولد لمَّا فتحت الملّف (الغطاء) عليه بيخوِّف منظره، خفت منه أنا لمَّا مسكته، رحت جريت فيه ووديته على مستشفى كمال عدوان.. هان لا هو متوفر أدوية ولا هو متوفر محاليل ولا حليب ولا شيء. 

المتحدثة الثالثة:

عمره سنة ونص، عيَّان من الولادة.. عنده حساسية اللاكتوز (عدم القدرة على هضم شكَّر الحليب) هذا  أكله خاص شربه خاص كل حاجة خاص.. أجتنا الحرب وراح عنا كل اشي، لا لقينا أكل، لا لقينا شرب، لا لقينا حليب، لا لقينا بيض، ولا لقينا لحمة، ولا لقينا كبة ولا حاجة.. عايش معانا على البرغل على الرز، عايش على كل حاجة.. هذا كله من الحرب.

المتحدث الرابع:

"أبو محمود" كل يوم عن يوم المعونة بتقل.. والسعر بيغلى؛ لأنه فش اشي في الأسواق، يعني كيلو العدس بـ22 شيكل (6 دولار) كيلو الفاصوليا بـ20 (5.5 دولار) وزيادة.. بقت بخمسة،  والحمص بقى بـ4 شيكل.. اليوم بـ 15 شيكل ومش مبيِّن الحمص..
إلنا اليوم 110 أيام، محاصر من وادي غزة لحد بيت حانون، فش ولا حاجة بتمرق..  كيف بدنا نعيش والحرب والقذائف والإف 16 يضربن علينا؟ وبيقولك: "وقفنا إطلاق النار".. كله كذب بس على الإعلام.

المراسل: هذهِ النَّار يمكن أن تنطفئ في أي لحظة، فلا طحين ولا حتَّى بدائل الطحين باتت متوفرة، والحصول عليها شاقٌ للغاية، مجاعةٌ  حقيقية بدأت الآن تُظهِر نفسها بقوة، وآثارها المدَّمِرة تضرب كل مناحي الحياة بطبيعة الحال. 

https://twitter.com/AlarabyTV/status/1749094095388061893?s=20

اقرأ المزيد

اقرأ المزيد من قسم شهادات

الوسوم

شارك


المصادر


x