شهادة نوال غباين عن فقدانها لابنها خلال النزوح من شمال غزة



الوقت المقدر للقراءة: 9 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذه شهادة الوالدة نوال غباين التي أضاعت ولدها خلال رحلة نزوح عائلتها من شمال قطاع غزة، أجرى معها تلفزيون فلسطين لقاء ونشره في 8 يناير 2024، وهذا نقل لشهادتها كما وردت:

المذيعة: اليوم سمعنا من خلال الناس انه في شاب مفقود إلك

الأم: نعم.

المذيعة: بدنا نعرف تفاصيل الحكاية.

الأم: أولا السلام عليكم، يعطيكم العافية. أنا نوال زكي حسن غباين، والدة إبراهيم غباين. ابني احنا اجينا من الشمال من منطقة الشيخ زايد، مدينة الشيخ زايد. لجأنا في أول اشي أول لما رموا المناشير طلعنا من بيتنا طبعا لانه بيتنا كان جنب الموقع، فطلعنا وانقصف البيت، وطلعنا ورحنا على المدرسة الجديدة اللي في النصر. برضه نزلوا علينا مناشير وحكوا انه نتوجه عالجنوب، على المنطقة الإنسانية. اجيت هانا ومعايا أولادي وبناتي، وجيت هنا برفقة أهلي وسكنا في مدرسة مكة، بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، 21 يوم سكنا يعني نزحنا هانا في تل السلطان في مدرسة مكة، ابني فقدته اول يوم اجتياح بري للعدو، أول اجتياح بري كان على..

المذيعة: وين الاجتياح كان بالتحديد؟

الأم: أول ما ضربوا سيارة السكودا اللي في نتسليم، ابني هاداك اليوم ابني ما رجعش.

المذيعة: طيب ابنك وين كان؟ معاكِ ولا؟

الأم: كان معي زي هيك الصبح طلع، الصبح ابني على أساس انه يروح يشتريله كباية نسكافيه يفطر الصبح، من تحت المدرسة، وطلع مارجعش. فبسأل في الأولاد، يعني من العيلة يحكولي والله إبراهيم كان يحكي انه بدو يروح ع الشمال يجيب اواعي، قلت لهم محكاليش انا هادا الكلام انه بدو يرجع على الشمال.

المذيعة: طيب اتواصلتوا مع حدا بالشمال، في شمال غزة؟

الأم: والله راح والده للشمال، وسأل في المستشفى الاندونيسي، وفي مستشفى الشفاء، مافيش اسم لإلُه بدخول المستشفى يعني مافيش، وانا نزلت بعد تلات أسابيع نزلت على مستشفى ناصر اللي في خان يونس برضه مافيش، بيحكي لي اسمه على الكمبيوتر في المستشفيات غير موجود.

المذيعة: طيب ما حاولتيش تتواصلي مع الصليب الأحمر، مع جهات معينة؟

الأم: والله تواصلت مع الصليب ومع مستشفى الأقصى أنه في اسم شاب داخل بهادا الاسم شخص اسمه إبراهيم غباين داخل المستشفى، حكو لي لا مفيش الو اسم عنا.

المذيعة: طيب ما حطيتيش صورة إلُه عبر مواقع التواصل؟

الأم: حطيت على الفيس، نزلت صوره على الفيس، دخلت ورحت بلغت كمان  المباحث الاماراتي في مدرسة جدة، والشرطة وما في اشي ولا خبر ولا حاجة ،وبلغت إدارة المدرسة، الوكالة يعني انه في عندي ولد مفقود مافادونيش باشي لحد الان.

المذيعة: طيب اليوم مين بتوجهي رسالتك يحاول يوصلك معلومة عن ابنك؟

الأم: انا بوجه رسالتي لكل من يهمه الأمر، إنه للصليب الأحمر، للصحافة، لكل المسؤولين انه حد يطمني اعرف انا ابني وين، انا قبل الحرب استشهد مني يعني ابني ، قبل الحرب بأسبوع، استشهد إلي واحد وفقدت التاني، ربنا يصبرنا، أتمنى إنه أعرف حد يساعدني، أعرف وأنا يعني فاقدة يعني ماليش شهرين فاقدة استشهد ابني، وإلي شهرين فاقدة ابن، أتمنى من الله انه احد يساعدني، حدا يعرفني وين ابني، نفسي اعرف وين ابني للامانة، انا الليل بنامش ، ايش بدي أقول اكتر من كدا "تبدأ بالبكاء".

المذيعة: ربنا يصبرك يارب، ربنا يصبرنا جميعا على حالة النزوح والفقد، يعني الكلمات تعجز عن وصف ما حل بنا خلال الثلاثة أشهر الاخيرة، نتحدث عن ثمانية آلاف مفقود حتى هذه اللحظة، لم نعرف مصيرهم ، هل هم باتو في عداد  الشهداء أم معتقلين من جهات الاحتلال الإسرائيلي ام مصابين؟ حقيقة لا توجد أخبار كثيرة عن عدد كبير من المفقودين، أكثر من ثلاثين ألف ما بين شهيد ومفقود حتى اليوم الرابع والتسعين على التوالي من الحرب على قطاع غزة، وبالتالي القصص صعبة وموجعة حقيقة لا يمكن وصفها بأي كلمة، نتحدث عن شهيد لهذه السيدة وأيضا مفقود، وهي لا تعرف أي اخبار عن ابنها وكذلك العديد من الأمهات في قطاع غزة في ظل هذه الحرب، حرب الابادة الجماعية على قطاع غزة.


اقرأ المزيد

اقرأ المزيد من قسم شهادات

الوسوم

شارك


المصادر


x