شهادة النازحة أم بلال عن معاناتها مع مرض غسيل الكلى



الوقت المقدر للقراءة: 8 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذه شهادة أم بلال على معاناتها مع غسيل الكلى، أجرت معها منصة فلسطينيات على الانستجرام مقابلة ونشرتها في تاريخ 29 ديسمبر 2023، وهذا نقل لشهادتها كما وردت:

الصحافية: قصص النازحين تختلف في كل يوم قصة جديدة ووجع أيضاً جديد والحديث هذه المرة عن المرضى، وتحديداً أصحاب الأمراض المزمنة الذين يحتاجون إلى علاج ومداومة في المستشفى.. سيدة اضطرت أن تترك غزة وأبنائها وأن تأتي إلى دير البلح وتحديداً إلى مستشفى شهداء الأقصى من أجل غسيل الكلى.. تركت أبنائها وعائلتها في الشجاعية في منطقة غزة.. هي نازحة هنا، متألمة، متوجعة، تعيش تفاصيل مؤلمة جداً بسبب غسل الكلى .. أم بلال تحدثنا عن قصتها بالتفاصيل.. حمد الله على السلامة وسلامتك.

أم بلال: الله يسلمك.

الصحافية: أم بلال أدي عمرك؟

أم بلال: عمري 45 سنة.

الصحافية: احكيلنا تفاصيلك اكتر .. قديش عندك أبناء و و ..؟

أم بلال: عندي ولدين وبنتين .. وجوزي يعني.

الصحافية: إلك شهر قولتيلي إنتي بالمستشفى ها؟

أم بلال: آه

الصحافية: طب .. مثل ما حكيتي قبل شوي انه انتي اللي خلاكي تتركي زوجك وأبنائك هو موضوع غسيل الكلى.. احكيلنا تفاصيلك كيف كنتي قبل ما تنزحي لهان .. وين كنتي .. كنتي تروحي على الشفا .. كيف؟

أم بلال: لما شردنا من دارنا كل عيشتي كانت في الشفا (مستشفى الشفا). 

الصحافية: إنتي وولادك؟

أم بلال: آه.. كنت بالشفا لاخر يوم لما هددوا الشفا وصاروا يخبطوا الشفا شردنا.. اضطريت وين اروح .. قالوا حوّطوا الشفا روحت على الاندونيسي (مستشفى الاندونيسي) .. يعني اروح والخبط فوق راسي .. يعني اخاف.. اروّح اقول لجوزي تاني مرة بديش اروح انا اخاف .. يعني من كتر ما بتحسي انك بدك تنخبطي .. بدك تموتي يعني.

الصحافية: كيف كنتي بتروحي على الاندونيسي؟

أم بلال: بالكاره (عربة يجرها حيوان) والحمار .. يعني كنت اروح.

الصحافية: كنتي تروحي لحالك؟

أم بلال: آه .. كنت اروح انا وواحدة برضه بتغسل كلى، كنت اروح انا ويّاها.

الصحافية: ليش ماكنتيش تاخدي حدا من اولادك او زوجك؟

أم بلال: بقولك الوضع كان صعب صعب.. اخاف عليهم مرضاش.. يعني هما بدهم يجوا معي بس انا مرضاش.. احكيلهم اذا بدكوا تيجوا انا يعني قاعدة بديش اروح.. اروح انا وواحدة وزي هيك.. والله كان خوف وخطر وخبط غير شكل يعني.. في الاخر حوّطوا الاندونيسي اضطريت اجي هون.. وين اروح!.

الصحافية: القرار انك تتركي أولادك وزوجك مش قرار سهل .. صح؟

أم بلال: (تبكي) كل يوم بعيط عليهم. 

الصحافية: بتكلميهم؟

أم بلال: مرة آه و مرة لأ.

الصحافية: طب همّا كيف أمورهم بغزة .. بالشجاعية ضايلين و لّا وين؟

أم بلال: آه.. خبط يعني والله خايفة واحد منهم يستشهد .. أنا مش حواليهم .. ومش عارفة.

الصحافية: طب انتي مقيمة مع مين هان؟

أم بلال: في الليل بخش قسم الكلى وبنام فيه .. في النهار طوله زي مانتي شايفة.

الصحافية: كيف انتي بيومك.. حياتك.. طبعا انتي بتغسلي كلى محتاجة لاكل وشرب؟

أم بلال: شو نسوي لو رحت للتنظيم هاد اللي هان بقوله احنا محدش مدور علينا ولا اكل ولا شرب ولا إشي.. حتى المبلغ اللي معايا يعني خلص مفشّي.. اغلب وقت عايشة ع المايه.

الصحافية: طب الدكاترة مبيقولش هادا هادا بيضر بصحتك؟

أم بلال: ما حكولي اشي يعني.. الوظائف عالية.. اقوله ماهيش عالية.. ايش باكل ايش بشرب عالية انا.. خلاص ضغط نفسي يعني الواحد من كتر التفكير والبحص.. اغلب قعدتي ع الماكينة ضغطي بينزل وبتعب يعني بتعب.. كنت بالشفا يعني لما اغسل اخد اكل معايا مثلاً اخد باكيت شيبسي قزازة عصير.. عشان لما الضغط يعلى يوطى اعليه.. اشرب قهوة.. بس هلقيت مفيش فش كل اشي فش.

الصحافية: قديش هادي الحرب صعبة

أم بلال: كتير كتير .. كتير والله حرام هيك .. تعبنا .. تعبنا وانخنقنا وعذاب .. الحمد لله رب العالمين.

الصحافية: شو نفسك؟

أم بلال: نفسي ارجع لولادي وبس .. بديش إشي.

 

اقرأ المزيد

اقرأ المزيد من قسم شهادات

الوسوم

شارك


المصادر


x