شهادة أطباء من مستشفى الكويت التخصصي يروون معاناتهم



الوقت المقدر للقراءة: 9 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذه شهادات مجموعة من الأطباء في مستشفى الكويت التخصصي حول معاناتهم وما قضوه خلال 100 يوم من الحرب على قطاع غزة، نقلتها الجزيرة مباشر في تاريخ 14 يناير 2024، وهذا نقل لشهاداتهم كما وردت:

الطبيبة الأولى: 

أنا الطبيبة نور عماد الوحيدي، طبيب عام، متواجد في مستشفى الكويت التخصصي. كنت متواجدة لمدة أكثر من 40 يوم في مستشفى الشفاء الذي اضطرينا نخرج ونفارقها غصبا عنا تحت ضغط السلاح والآن نتواجد في مستشفى الكويت التخصصي. عدوا عليا المائة يوم بالحرب هاي بطريقة محد بيتخيلها، الوضع كارثي، العدوان وحشي جدا، كل يوم بنفارق أهلنا وأحبابنا، كل يوم بنفقد حق من حقوقنا كإنسان، كبشر، كل يوم في قصف، مواجع، في فراق، في حزن، كل يوم في نقص غذاء، في نقص أدوية، في معاناة جديدة سواء من الحرب نفسها أو من الوضع اللي احنا فيه. الـ 100 يوم صعبين جدا وأنا بعيدة عن أهلي، ومقضياهم في المستشفيات ما قعدت ولا يوم واحد في البيت. نتمنى إنه اليوم يكون نهاية وإنه الـ 100 يوم يكونوا نهاية الرقم، وربنا يفرجها على الشعب.

الطبيبة الثانية: 

أنا الطبيبة آية محمد أبو محسن من مستشفى الكويت، طبيب عام. خلال 100 يوم في هذه الحرب كانت أول الأيام من أصعب الأيام اللي بنمر فيها، خاصة إني طبيبة متخرجة جديد، شفت أشكال وألوان في هذه الحرب، خاصة من الإصابات والجرحى والشهداء رحمة الله عليهم كانت الإصابات متنوعة ما بين بسيطة إلى شديدة، لكن كانت أغلبها شديدة تحتاج إلى بتر في الأطراف، إصابات تحتاج إلى العناية المركزة الشديدة، وغير ذلك كله نسبة الناس اللي تم النزوح فيها إلى مدينة رفح كانت بأعداد كبيرة خاصة أن مستشفى الكويتي بدأ يستوعب أكثر من ألفين حالة في اليوم، كان ضغط علينا شديد جدا خاصة الأمراض المعدية، أمراض الجهاز التنفسي، وأمراض النزلات المعوية بكل أشكالها تؤدي إلى الجفاف الحاد الذي يحتاج إلى بيات في المستشفيات الحكومية الأخرى وهذا ضغط كبير علينا.

الطبيب الثالث: 

طبعا منذ 100 يوم ونحن نعمل في هذا المستشفى بكل جد واجتهاد، كانت تجربة صعبة وقاسية، لم نتوقع أن يكون هذا العدوان بهذه القسوة وبهذه الوحشية، حيث كنا نستقبل الآلاف من الإصابات، والآلاف من الشهداء يوميا، مقطعين وأطفال بلا رؤوس، وكانت تجربة صعبة وقاسية، ونستقبل في اليوم الواحد ألف حالة يوميا من الأطفال المرضى والشيوخ والنساء ممن يعانون من المرضى الرئوية، ومن أمراض التهاب الكبد الوبائي، والنزلات المعوية الحادة نتيجة الازدحام، نتيجة تواجد الناس في بقعة واحدة ما سهل انتقال العدوى إليهم سريعاً. على الصعيد الشخصي عانينا الكثير، لم التقِ بأهلي منذ 100 يوم نتيجة هذا العدوان الذي لم يسمح لنا بالتقاط أنفاسنا، وأن نلتقي بأهلنا، وكمان على الصعيد الشخصي أردت أن أخدم هذا الشعب الذي يستحق منا كل التقدير وكل الاحترام. نتمنى أن تنتهي هذه الحرب عاجلا غير آجلا، وأن نلتقي بأهلنا وأن نرجع إلى حياتنا اليومية، وأن ترجع غزة إلى ما عهدناه سابقا، غزة الجميلة، غزة المزدهرة، غزة بلد الحضارة والرقي.

الطبيب الرابع: 

اليوم يكون قد مضى 100 يوم على هذا العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، والذي أثر على البشر والحجر والشجر، لم يترك أي من مقومات الحياة إلا وقد أثر فيها، أنا كإنسان قضيت هذه المدة كلها في المستشفى لكي أقدم الرسالة الإنسانية لشعبي المكلوم، الرسالة الإنسانية التي تضمن بقاء الحياة للناس الذين هم في أمس الحاجة إلينا، نسينا أنفسنا وذواتنا، نسينا أهلينا وبيوتنا، وقضينا أوقاتنا في هذا المستشفى، والحقيقة أن الهم كبير والعبء ثقيل، ونحن نعاني معاناة شديدة، نتألم عندما نستقبل الجروح والإصابات الناتجة عن الاستهداف، نتألم جدا ونبكي عندما ترى امرأة وقد بُتر ساقها، عندما ترى طفلا وقد بُترت يده، عندما ترى إنسانا بالأمس وقبل لحظات كان حياً يُرزق واليوم أصبح ميتا. حقيقةً هذا يؤثر علينا جدا ونبكي عندما نرى هذه المعاناة، ونرى هذه الإصابات الخطيرة التي لا تميز بين إنسان مدني أو عسكري، لا تميز بين بيت او موقع.

https://www.youtube.com/watch?v=5hn_3za-LlI

الوسوم

شارك


المصادر


x