شهادات حول معاناة مرضى الكلى في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح



الوقت المقدر للقراءة: 42 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذه شهادات لمرضى الكلى داخل مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح يتحدثون فيها عن معاناتهم ينقلها مراسل لقناة الجزيرة بداخل هذا المستشفى: 

-الصحفي: نحن هنا في ساعة متأخرة من الليل حيث ينتظر العشرات من المرضى من المصابين بالفشل الكلوي، هنا داخل هذا الممر الذي يتسع لهؤلاء المرضى الذين ينتظرون دورهم من أجل الحصول على وجبة غسيل الكلى، رغم أن هذه الجرعة من غسيل الكلى ليست كافية إلّا أن الانتظار هنا هو سيد الموقف، ينتظرون لساعات طويلة في ظل عدم وجود مواصلات.

إذا أردنا أن نتحدث عن هذه الأعداد الكبيرة من هؤلاء المرضى، لا نكاد نستطيع قدماً -يمشي بين المرضى في الممر- في هذا المكان.

هنا في هذه اللحظات هذه صورة لأولئك الذين ينتظرون في هذه الأثناء ونحن نتحدث عن وضع مأساوي جداً لهم، في ظل هذا الانتظار سنذهب للحديث مع هؤلاء المرضى في هذه الآونة،

-اللقاء الأول-

-الصحفي: يعطيك العافية.

-المريض: الله يعافيك، أهلا وسهلا.

الصحفي: بتنتظروا ساعات طويلة؟

المريض: والله إحنا مرضى كلى، أنا جيت، إلنا حوالي تقريباً 40 يوم بنعاني مواصلات، قلة علاج، وبعدين هلقيت صار عنّا وجع في الصدر وعنّا التهابات وفيش علاجات وبعدين بيرمونا بالسقعة (البرد) برّه و إحنا لازم نطالب الأونروا، حقوق الإنسان، الدول العربية، أي دولة، حقوق الإنسان، الصحة العالمية،‘إنه تطّلع عالغلابة هدول، تعوا مرضى الكلى إحنا بنخلص هيك.

زي مانت شايف، أنا الساعة 8 ونص أنا ماضي(موقِّع)على إنه يجي دوري بدري، وكل ما أنام بيجي من الشمال تعون كل عنا و يكبسوا علينا وبعدين الساعتين مش كفاية.

الصحفي: إنت غسلت؟

المريض: انا لسه ما غسلتش.

الصحفي: قديش ليك بتنتظر؟

المريض: هلقيت الي بالظبط حوالي 12 ساعة.

الصحفي: طيب انتظار 12 ساعة و قتيش دورك؟

المريض: بدي كمان ساعتين تلاته كمان لما يجي دوري، يعني بروح ع التنتين تلاته الصبح.

الصحفي: لكن عملياً في مواصلات تروح؟

المريض: الأملبنص(سيارة الإسعاف) يروحنا اذا رضي بيقولك بعد 12 بروحش حدا، بعدين الدنيا برد وإحنا هنا مرميّين محدش بيدوّر علينا، بنّاشد الصحة بنّاشد العالم كله إنه يطّلع للناس هذي، زي ما جابونا من غزة يرجعونا ع الشفاء(مجمع الشفاء الطبي) تاني، لان الشفاء إحنا بيقوم فينا وقريب علينا وهنا ضغط كل الشمال ضغط على النجّار (مستشفى النجّار)مفيش وسع نهائي يعني كل مناوبة بتتأخر، الشفت بيضلّه طول الليل للساعة 10 الصبح بعدين بيجي الجداد و صير يستلموا 

الصحفي: تمام في تكدس موجود، خلينا نروح لحدا تاني.

-لقاء الثاني-

الصحفي: ايش مقترحك

المريضة: مقترحي إنه يشوفولنا حل، إحنا في عذابات، كتير كتير بنتعذب لمّا بنغسل، ونغسل ساعتين مش كفاية الساعتين، في جسمنا سموم طول نهارنا بنضلنا نايمين ومرميّين واستفراغ وتعب جسدي وتعب نفسي وكل شئ، فإحنا بنطالب إنه تشوفولنا حل للّي إحنا فيه، زي ما جابنا الـ UN من الشفا، إحنا جابونا مع الـUN إجينا، آخر ناس طلعنا بالشفا إحنا، وجينا هنا نغسل، إلنا شهرين راح يصيرلنا وإحنا هانا(هنا)، فإجت 745كل المستشفيات إجت هنا اتكدست (مستشفيات) ناصر وشهداء الاقصى وكلهم أجو اتكدسوا هنا، فهلقيت هيني إلي من قديش وأنا بستنى، وكل 3 أيام بنغسل ساعتين، لا يكفوا الساعتين شئ بالمرة، وجسمنا تعبان، سموم السموم ما بتنضف من الجسم، بنقولّهم بزيادة نص ساعة بزيادة ساعة إحنا كنّا بالشفا 4 ساعات نغسل ونروّح يعني….

الصحفي: 3 مرات في الأسبوع؟

المريضة:  و3 مرات أحد وتلاتا وخميس

الصحفي: الآن؟

المريضة: الآن بنغسل إحنا بس ساعتين وكل 3 أيام بنغسل غسلة، ما بينفع ما بيكفوا تعبانين إحنا تعبانين.

الصحفي: اتدهورت الصحة؟

المريضة: اتدهورت الصحة،طول نهاري استفرغ أنا ونايمة، مش قادرة عظمي جسمي كله بيوجعني فبدنا بنطالب بحل بأسرع وقت ممكن،

الصحفي: شكراً، إن شاالله بالسلامة يا رب.

-اللقاء الثالث-

الصحفي: إيش يا حجة؟

المريضة2: صوتي مبحوح خلّي الحجة.

الصحفي: سلامتك .

المريضة2: الله يسلمك، من البرد بنروّح الساعة 2 والساعة 3 في الليل، وبكون كيف الجو والبرد، وبعدين صعب المواصلات لمّا بنيجي، بنيجي على حسابنا يعني اللي معاه كذا مليون خلّص، بنيجي على حسابنا وبنيجي في البرد ونتغلّب المواصلات من غاد لهان بنقعد ساعتين لمّا بنركب وبنيجي هان.

الصحفي: قديش إلك بتستني؟

المريضة2: إلي من الساعة 3، الساعة 3 العصر.

الصحفي: كتير!

المريضة2: ولسه، بيقولّي لسه الفوج الخامس أنا في الفوج السابع، يعني لسه ضايل يمكن 4 ساعات.

الصحفي: هتقعدي 16 ساعة عشان تغسلي؟

المريضة2: عشان أغسل ساعتين! يعني بدنا حل جذري نهائي اللي إحنا نقدر، إحنا ستات كبار وإحنا بدنا احتياجات إلنا نمشي بدي كروسة بدي إشي، مفيش مجال 

الصحفي: يومك بيضيع!

المريضة2: يومي راح كله خلاص، يعني شوفولنا حل يا بيودونا على الشفا، يا بيطلعونا على مصر، يا بيشوفولنا أي دولة تقبل هذا وتنضف السموم من أجسامنا.

الصحفي: سلامتكو إن شاء الله سلامتكو.

-اللقاء الرابع-

الصحفي: اه يا حاجة

المريضة3: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إيش! إحنا مهدور حقنا على الآخر في هالبلد، لا ملاقيين دوا ولا ملاقيين مكان ولا مستشفى زي الناس ولا علاج زي الناس، وكلياتنا كل يوم عمّال بموت حالتين و3 منّا، وإحنا وإحنا زي ما إحنا، يعني مفيش أي عناية في غسيل الكلى أنا هانا(هنا)، إحنا مرضى اتفرج صوّر بدل ما نحكي صوّر  بيغني عن الكلام، كلنا إحنا لسه ماغسلناش ولا واحد من منطقة من الشمال لسه اليوم غسل، كل غسيلنا بعد 12 بالليل وبنغسل ساعتين.

الصحفي: في دور؟

المريضة3: في دور طيب، ماهو فيشّي وسع مش إنهم مقصرين هان لا، فيشّي وسع وفيشّي إمكانيات الامكانيات معدومة.

الصحفي: هنسأل عن موضوع الدور، وقدّيش اصبحت الاعداد..

المريضة3: االاعداد ….. صارت وكمان هيهم أجو تعيين ناصر مستشفى ناصر أجو معانا هان كمان.

الصحفي: ازداد، العبء كبير.

المريضة3: بشكل فوق، وبعدين اتفرج كلنا ستات كبار وكلنا مسنّين وكلنا مرضى وكل طول الليل بنضل قاعدين زي ماحنا هيك.

الصحفي: يعطيكم العافية، تمام خلينا نروح نشوف….

المريضة3: بنّاشد العالم كلّه، المسلمين كلهم، أمة لا إله إلّا الله،إحنا مرضى محتاجين عناية محتاجين غسيل يدبرونا يعملولنا مستشفى ميداني يعملولنا مستشفى خاص، يودونا أي حاجة المهم ينقذونا من الموت البطيء اللي احنا قاعدين بنموت فيه.

الصحفي: موت بطيء!

المريضة3: آه طبعاً موت بطيء.

الصحفي: شكراً جزيلاً إلك طبعاً خلينا نتحدث…

-اللقاء الخامس-

المريضة4: أنا بقول نفس الأخت اللي قالت إحنا بنطوّل لما نيجي نغسل، أنا هلقيت يمكن غسيلي مش على 2 يمكن غسيلي على 3، يعني أنا جسمي تعبان وأنا مش قادرة وكل اللي في الصالة صالة الاميرة كلهم عيّانين كل يوم كل يوم كل يوم أنا مرتين عييت، يعني من اول ما خشّيت الصالة وأنا عيّانه، جديد الزلمة يعني راجل قاعد بيستنى الدور لاقوه توفّى توفّى، قام ووفاه….

الصحفي: شوفتيه؟

المريضة4: آه شفته، هو على الكروسة نايم هو كان ميّت وبستنى الدور يعني.. 

الصحفي: وقت إيش هذا؟

المريضة4: هذا قبل يومين

مريض آخر (يشارك في الحديث فقط بهذه الكلمة): يوم الخميس

الصحفي: إيش اللي صار؟

المريضة4: هو الزلمة جاي يغسل فجأه إجوا ينبهوه ما فيشّي، آه نام من كتر السموم، ما فيش غسيل ساعتين والساعتين مش مكفّيانا، بعدين أجارات الطريق والله تعبنا، على الأمانة أجارات الطريق تعبانة(متعبة)، لأنه مين يعطينا؟ من وين؟ لا في مصروف ليجيلنا، ولا مين يدعمنا، فشّي… 

الصحفي: محدش بيعطيكوا إشي؟

المريضة4: لا والله، والله كان إلنا زمان أعطونا أول إشي، لكن هلقيت فشّي فشّي.

بعدين الكالسيوم اليوم اللي اخدناه اليوم، بس شوفنا من وقتيش احنا! اليوم اللي اخدناه.

الصحفي: من وقتيش؟ ماخدتوش من وقتيش؟

المريضة4: من 3 شهور، و تو(الآن) اللي اخدناه، وإذا كان مش قادرين لهذا! طلعونا برّه، إذا كان مش قادرين تودّونا على الشفا طلعونا لأي مطرح اللي فيه غسيل كلى، يعالجونا فيه، والله هالأيام يا خالتي تعبانين تعبانين دايماً عيانين دايماُ وكل إشي، اللي هذه تاعين هرمون الدم مافيشّي مش موجود، لا باجي أنا باخد كلكسان في الشفا مش موجود كلكسان .

الصحفي: اللي هو(كلكسان) سيولة الدم يعني؟

المريضة4: آه آه، وإيش أعمل يعني، الوضع عنّا سيئ ع الآخر.

الصحفي: إن شاالله بيكون أفضل من هيك .

-يمشي الصحفي بين المرضى-

خلنا نروح وندخل جوّا شوي برضه في ما يتعلق بهذا الوضع القائم الآن.

-يسأل الصحفي المرضى حوله-

إنت ايش اخبارك؟

يعطيك العافية الحجة إيش اخبارها؟ الحاجه بدهاش تصور ..

-يدخل الى احدى الغرف-

خلينا نروح لحدا موجود باخر في ….

-اللقاء السادس-

(حديث مع أحد الأطفال المرضى)

الصحفي: سلامات يا حبيبي. 

الطفل: وعليكم السلام.

الصحافي: كيف حالك؟

الطفل: الحمد لله.

الصحافي: كيف أمورك، إن شا الله أفضل الحين؟

الطفل: آه،

الصحافي: قديش إلك بتغسل؟

الطفل: من زمان.

الصحافي: كم سنة؟

الطفل: سنة

الصحافي: متعب الأمر؟

الطفل: لا،

الصحافي: ربنا يشفيك ويعافيك إن شاء الله حبيبي شكراً جزيلاً إلك..

-يمشي الصحفي في غرفة غسيل الكلى بين المرضى-

طبعاً خلينا نروح أيضاً للتجول،

المكان مزدحم صراحة بشكل كبير، الأمور صراحة حتى هنا الهواء غير نقي صراحةً في ظل هذه الأجواء، حالة الإرهاق التي تبدو على عديد من المرضى يعانون ظروفاً صحية سيئة في هذه الآونة، طبعاً وضع في هذه الاثناء ..

-اللقاء السابع-

(حديث مع أحد الكوادر الطبية)

الصحفي: سلامات يا دكتور 

الطبيب: كيف حالك يا علاء

الصحفي: شو أخبارك؟

 الله يسعدك الله يبارك فيك.

الصحفي:  الانتظار كثير والأعداد كبيرة! 

الطبيب: جداً، مهولة، أعداد مهولة جداً، إنت بتتكلم كان تقريبا 110 - 120، صار عنّا فوق الـ 500 حالة هالحين.

إنت كنت تشتغل زمان شفتين تلاتة، هالحين إنت بتشتغل حوالي 8-9 شفتات، والمكان بيرتاحش، والمكان ضيق، وعدد المرضى بيزيد، فاللأمانة أعداد مهولة بتيجي علينا، تعب تعب كتير كتير…

الصحفي: والناس كمان إرهاق إلهم كمان. 

الطبيب: طبعاً إرهاق إلهم وإرهاق إلنا، إنت هالحين بتشتغل 24 ساعة، بتشتغل 6 الصبح بتخلص 6 الصبح، والشفت الأخير بنسلمه، بنسلمه لتعون الصبح وبيكملوه،  يعني أول شفت بدل ما يشبك الساعة 6 بيشبك الساعة 8 و 9  بتتاخر ساعتين تلات’، والناس الله يعينها بتنتظر وتعبانة ومرهقة، إحنا مرهقين وهمّا مرهقين. 

الصحفي: كله مُستنزَف..

الطبيب: كله كله مُستنزَف، وللأمانة الله يكون بعونهم بس إيش بدك تسوي؟ هذا الموجود اللي عندنا، المكان! عدد المكن(أجهزة غسيل الكلى)18  ماكينة(جهاز غسيل الكلى)، والمكن بده وقت عشان يرتاح، المكن(أجهزة) ما بيرتاح نهائي! يعني المكن(أجهزة) لمّا يكون متواصل، شغل متواصل بصير الجهاز نفسه بيخرب وبيأثر كمان على التأخير تبعنا، بيأثر على الشغل تبعنا، فااا مش عارف!

نسأل الله الفرج، ونسأل الله إنه همّ كمان يشوفوا نقطة تانية لتعون الكلى، مثلاً في السلطان في البلد(مراكز صحية) تخفف الزحمة عننا، وتخفف الزحمة في البلد أو السلطان، منّه بتريّح الناس، ومنه احنا كمان بنرتاح. 

الصحفي: تمام، وارد إنه يصير إشي زي هيك؟

مثلًا؛ لأنه الناس بيحكوا انقلونا على الشفا(مجمع الشفاء الطبي) وهذا الأمر حالياً في ظل تعنت الجيش "الإسرائيلي" صعب، فكرة إنه نجيب أجهزة من شهداء الأقصى أو ناصر (مستشفيات) لهنا، وارد يعني؟

الطبيب: والله الأمور هذه إدارية، ما بقدر…

الصحفي: فنيّاً؟

الطبيب: فنيّاً! وارد، بس الآلية كيف! هذه بتصير عاد في الإدارة، كيف همّ بدهم ينقلوا؟ ترتيبات! تنسيقات! أمّا حالياً المكن(أجهزة) اللي عّنا ما بيكفي عدد المرضى اللي عّنا نهائي.

الصحفي: وبيتعطّل دايماً؟

الطبيب: أصلاً الحين إحنا في عّنا 4 مكن(أجهزة) معطّلة، 4 مكن(أجهزة) معطّلة! يعني إحنا بدل ما نشغّل 18 ماكينة(جهاز) بنشتغل في 14 ماكينة(جهاز) ..

 14 ماكينة(جهاز)، اضرب تقريباً 120 - 130 حالة في اليوم في 14 ماكينة(جهاز) شوف كم شفت بدّك! بدّك حوالي 9 شفتات …

الصحفي: وبدل 120 صاروا 600 الآن! 

الطبيب: فوق ال !500 آه آه فوق ال 500.

المشكلة كمان مش في هيك! المشكلة إنه المكن(أجهزة) اللي بيخرب مافيش كمان مهندسين يصلحوه! كمان في نقص في عدد المهندسين،طيب إنت كيف بدك تشتغل وتلبّي المرضى حاجاتهم وأمورهم وإنت أصلاً مافيش عندك إمكانيات؟ والكل بيتذمّر  طيب إيش في إيدنا أنا أسويه(أفعله)؟ مفيشّي(لا يوجد) حاجة في إيدنا نسويها. 

الصحافي: يعطيك العافية.

علاء: الله يعافيك الله يبارك فيك.

الصحافي: شكراً جزيلاً إلك طبعاً.

-يمشي الصحفي بين المرضى-

سنبقى نستمع إلى صوت أيضًا، صوت الناس في هذه الآونة، و نتنقل في هذه اللحظات. 

-اللقاء الثامن-

(لقاء مع أم محمود مريضة بانتظار غسيل الكلى)

الصحفي: ووين الحجّة؟

 كيف حالك؟

أم محمود: الله يسلمك 

الصحفي: إيش أخبارك؟ أم محمود بيقولولِك!

أم محمود: والله أم محمود تعبت، أم محمود من السبعة الصبح إظحنا مسجلين إنه نيجي نغسل ونروّح، الساعة بدها تصير 12 بالليل، الله بيقولش هيك(تقصد أنه حرام)، 

إيش الظلم اللي إحنا فيه؟

الصحفي: العدد كبير يا حجة.

أم محمود: العدد كبير و مفيش مكاين(أجهزة غسيل كلى)، وين نروح نغسل؟ فشّي إلّا بالنجّار (مستشفى النجّار)، وفشّي واحد بيطلّع في مستشفى النجّار.

يطلّعونا بعين الرحمة، العيانين بيموتوا كل يوم. 

الصحفي: إنتِ المهم احكيلي عن صحتك إنتِ؟

أم محمود: صحتي زي الزفت بعيد عنك، من الصُبحيات وأنا أستنى ماكينة(جهاز) وهلقيت ما غسلت، تعبت، تعبت واتضايقت.

الصحفي: كيف جيتي إنتو سكان وين؟

أم محمود: إحنا سكان المعسكر الشمالي، جابونا الـ(UN) على مستشفى النجّار.

الصحفي: من الشفا للنجّار(من مجمع الشفاء الطبي إلى مستشفى النجار)؟

أم محمود: من الشفا للنجّار.

الصحفي: تمام .. كيف صحتك قبل؟

أم محمود: صحتي!!  كنّا نغسل 4 ساعات هالقيتها ساعتين وبذلّ، والله انذلّيت، كلنا انذلّينا، كل يوم بيموت منّا ناس تعون الكلى، كل يوم بيموت، كل يوم ضحايا، بنّاشد كل الأمة العربية كلها تطّلع للمرضى.

الصحفي: شكرًا.

ام محمود: العفو.

الصحفي: شكراً جزيلاً إلك ..

(يكمل الصحفي البحث عن شهادات للمرضى)

ناخد كمان بأصوات أخرى في هذه الإطلالة ونحن ما زلنا نتحدث .. 

-اللقاء التاسع-

(حديث مع مرافق لأحد المرضى)

الصحفي: كيف شايف الوضع؟

المرافق: والله الوضع مش تمام يعني.

الصحفي: صعبة الأمور؟

المرافق: الأمور صعبة، بنغسل، بدل ما يغسلوا 4 ساعات بيغسلوا ساعتين، الساعتين 

إيش بده يكفي؟ لا بيشيلن سموم ولا بيشيلن ميه من المريض، و هذا إحنا  بننتظر، بنقعد من الساعة 12 لحتى الآن، من الساعة 12 الظهر لحتى الآن هيّ الساعة تو، قبل ساعة شبكت عيالي وإحنا هذا إحنا قاعدين.

الصحفي: 12 ساعة؟

المرافق: 12 ساعة بنستنى عشان نشبك على ساعتين.

ساعتين إيش بيساوا؟ بيساونش إشي مع المريض، ولا بيسوّن حاجة مع المريض، وهاي هيني موجود، إيش بدنا نسوّي؟ 

الصحفي: الله يكون بالعون ..

-اللقاء العاشر-

(حديث مع مريض يغسل الكلى) 

الصحفي: سلامات، كيف أمورك؟ 

المريض2: حيّاك الله ..

يا أخي بالنسبة للكادر الصحي ممتاز جداً حقيقةً، وكفاءة ممتازة، لكن عدد المكاين عدد المكاين(الأجهزة) قليل جداً جداً، الأعداد كبيرة جداً، كلياتنا(جميعمت) جينا من الشمال جينا من وسط من كل مكان كلنا جينا هنا، والعدد 19 - 17 ماكينة(جهاز) بس بالإضافة إن المكاين(الأجهزة) نفسها بتخرب يعني المهندسين قليلين. ما الماكينة بتخرب مظبوط؟ بدها مهندس يصلحها، بدها قطع غيار، مفشّي! هاي المشكلة الحقيقية.

الصحفي: إنت كيف صحتك؟

المريض2: الحمد لله الحمدلله كويسة.

الصحفي: إن شاء الله أحسن!

المريض2: الحمدلله الحمدلله. 

الصحفي: بس ما شاالله نفسياً إنت رائع.

المريض2: الحمدلله، اللّهم لك الحمد، نعم نعم الحمدلله.

الصحفي: شكراً جزيلاً إلك.

المريض2: الله يبارك فيك، جزاك الله خيرًا 

الصحفي: الله يخلّيك، شكراً جزيلاً .

-يمشي الصحفي في ازدحام المرضى-

ما زلنا نتحدث ….

-اللقاء الحادي عشر-

(حديث مع مواطن)

الصحفي: كيف أمورك؟

المواطن: الحمدلله تمام الله يخليك. 

الصحافي: الانتظار صعب، وساعات الغسيل قليلة، وتدهور في صحة المرضى…

المواطن: صحيح، هو هذا الإهمال اللي موجود فيه من منظمة….أول حاجة إحنا لا بنّاشد أمة عربية و لا بنّاشد أمة إسلامية؛ لإنه كله نيام، سبات…..

أنا بس مناشدتي لمنظمة الصحة العالمية اللي أطلعتنا من مجمع الشفاء الطبي بتنسيق مع الصليب الأحمر طلّعت مرضى الكلى من مجمع الشفا إنه يجوا يلاقوا أرقى في مستشفى أبو يوسف النجّار.

أجينا مستشفى أبو يوسف النجّار! لا يوجد إلّا في 18 ماكينة(جهاز)، 2 عطلانات بيعملوا على 16 ماكينة.

إنت عندك المرضى يتعدى الـ250 مريض كلى، بيخلص شفتات، والشفتات الأول القديمة ما بتغسلش، في ناس بتروح ما بتغسل.

مرضى الكلى كل يوم يتساقطوا، كل يوم بيموتوا، يعني ما حد حاسس فيهم.

إحنا بنطلب الرحمة من ربنا، ثم من المسائيل من المسائيل من المسائيل يطّلعوا بعين الرحمة والشفقة لمرضى الكلى ولجميع المرضى.

إحنا اليوم بنطلب مجمع الشفا الطبي  مبنى الكلى شغّال، أنا بطالب بالتنسيق على أعلى مستوى على أعلى مستوى بالصليب الأحمر بمدير منظمة الصحة العالمية بمدير عام مستشفيات قطاع غزة ينسق لمرضى الكلى اللي إجوا من شمال القطاع ومن غزة يرجعهم مجمع الشفا .. الشفا بقدرته.

الصحفي: تمام …. مقترح إن شاء الله بوصل و هذا خير الكلام ما قل ودل…

-يتجول الصحفي بين أسّرة المرضى-

طبعاً سنتجوّل في هذه اللحظات ما بين هذه الأسرّة وتلك الأجهزة التي تعطي هؤلاء المرضى جرعات الغسيل في هذه الآونة.

غالبية هؤلاء المرضى أوضاعهم الصحية متدهورة إلى حد كبير وهم بحاجة إلى تغيير هذا الواقع، من حيث إيجاد نقاط جديدة لغسيل الكلى، وبالتالي نحن نتحدث عن مقترحات وفق ما يقولون أنه ضرورة، أن يتم نقلهم إلى مستشفيات أخرى.

في هذه اللحظات يبلغني طبعاً المرضى أنه الآن طبعاً هذه المريضة(تظهر في الكاميرا مريضة تفقد وعيها) تغيب عن الوعي في هذه اللحظات وفق ما تقوله رفيقتها في الغسيل..

-اللقاء الثاني عشر-

(حديث مع مريضة تغسل الكلى)

الصحفي: (يسأل المريضة المجاورة للمريضة المغمى عليها)إيش الحجة مالها؟

المريضة 5: هي عشان مفشّي غسيل كافي إلنا، إحنا الساعتين هدول ما بيكفنش للمرضى، بعدين إحنا هان 400 حوالي 400 بيغسل في اليوم، وبعدين هانا يعني إنت شايف، بنروّح في نصاص الليالي في القصف في الموت وفي الحال، وما بنلاقيش الإشي الكافي إلنا.

بدنا أبر! بنلاقيش إبر الدم كمان، بينقص علينا أبر(إبر) الدم، بينقص علينا الكالسيوم، بينقص علينا العلاجات الكافية للمريض، لا في، لا في علاجات كافية، ملناش علاجات كافيه! هذي(تقصد المريضة المغمى عليها) بيقولك ما فيش…. هاي أنا، هاي ابنها يتكلم يقول إيش حالة أمّه، هاي أولادها، يعني أنا ما بعرفش، بس هيها مغيبة ما بتحكيش ولا بتتكلم و لا بتاكل ولا بتشرب، مغيبة بين الحياة والموت، وهاي حطولها دم.

الصحفي: شكراً إلك، شكراً جزيلاً. 

-يمشي الصحفي-

يعني اوضاع سيئة في هذه اللحظات 

-اللقاء الثالث عشر-

(حديث مع مريضة مجاورة)

الصحفي: يعطيكي العافية ، كيف صحتك إن شاء الله؟ 

المريضة 6: والله أنا تعبانه من صدري، الغسلة اللي فاتت إجيت اتحكمت(فحصت للعلاج) لصدري فـ إدوّني(وصفّوا لي) علاج، أنا إدوني(وصفوا لي) العلاج بالغلط!! بدل ما يكسروه بمحلول ملحي، كسروه بمحلول فيه هيبارين(مميع دم)، صارت عندي!! إيدي ماسكرتش بالمرة، نزيف صار معي ساعتين وهي تنزف، حوّلوني إللي هان على ع الأوروبي(المستشفى الأوروبي)، رحت على الأوروبي هناك وغرزولي إياها، وهنا رجعنا نغسل و ميعادي أغسل الساعة 5 هنا، بديت الساعة 10 أغسل..

الصحفي: انتظار طويل.

المريضة 6: آه انتظار طويل، وأنا من المصابين طلعت من الشيخ رضوان مصابة عندي كسر في الحوض وعندي كسر في رجلي، ماقدرش على القعدة هادي.

الصحفي: الإصابة والمرض اتجمعوا على بعض عليكِ.

المريضة 6: آه، أنا بغسل من الأول، واللي هاي خامس سنة.

الصحفي: ألم المرض، وألم الإصابة اتجمعوا عليكِ. 

المريضة 6: آه آه ….

الصحفي: الله يكون بعونك.

المريضة 6: يعين الله.

الصحفي: وألف سلامة عليكِ

المريضة 6: الله يسلمك، الله يعطيكو العافية.

الصحفي: الله يعافيكِ، شكراً جزيلاً ..

-يقف الصحفي عند باب غرفة لغسيل الكلى-

لكن طبعاً هذا التكدس على باب قسم غسيل الكلى، بالإضافة إلى هذه الأعداد. 

-يعطي الصحفي الحديث إلى المريضة 5 (المجاورة للمريضة المغمى عليها)-

المريضة 5: يعني مافيش غسيل كافي إلها(تقصد المريضة المغمى عليها)، الساعتين بغسلوش، إحنا كنا نغسل 4 ساعات.

إحنا بنطلب من كل الدنيا اللي الله خلقها إنهم يعملولنا تنسيق إحنا مرضى الكلى، يروّحونا على الشمال اللي نغسل وناخد كفايتنا من الغسيل. الصحفي: تمام وصل صوتك، إن شاء الله بوصل الصوت و معك بنختم وبنقول إن شاء الله هذا الواقع يتغير لأجل حياة هؤلاء المرضى، ولأجل تغيير هذا الواقع الذي يعيش فيه هؤلاء المرضى وضعاً صحياً وطبياً سيئاً في ظل هذا التدهور الكبير الذي يطرأ على حالتهم مع مرور هذه الأيام والأسابيع من هذه الحرب "الإسرائيلية" سببت كل هذه المآسي لهؤلاء المرضى الذين يكابدون ظروفاً صحية صعبة.

https://www.youtube.com/watch?v=H7ZQNQKageo

الوسوم

شارك


المصادر


x