شهادات أسيرات من غزة



الوقت المقدر للقراءة: 18 دقيقة
منذ 8 أشهر

شهادة الأسيرات اللواتي اعتقلن من قبل الاحتلال خلال عدوانه على غزة، من تقرير صحفي لصالح تلفزيون فلسطين، نُشر في تاريخ 20\1\2024.

المذيعة: في مدرسة الطائفة التابعة للاونروا في مدينة رفح بعد الإفراج عن عدد من الأسيرات ونزوحهم إلى هذه المدرسة بعد 51 يوما من الاعتقال، من الألم، من المعاناة، الاحتلال لم يرحم أحدًا حتى كبار السن، هذه السيدة (بالإشارة إلى سيدة من غزة كبيرة في السن) كانت ضمن الأسيرات المعتقلات لدى سجون، ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي يتجاوز عمرها الثمانين عامًا.

ونحاورهن الآن ونحن بالقرب منهم، خاصة أن ستة من الأسيرات تم الإفراج عنهم ليلة أمس.

الأسيرة الأولى: أنا أم براء غبن من بيت لاهيا من الأسرات التي طلعن امبارح إجن عَ غزة مفرج عنهن.

المذيعة: صعب جداً أنه خاصة في ظل الحرب القصف وأنه نفس الوقت تم اعتقالكم بطريقة وحشية.

نعرف أكثر عن قصتكم؟ 

الأسيرة الأولى: والله أنا كنت في الشمال كنت في مدرسة قصفوها علينا، هي مدرسة الفاخورة أنا متزوجة على ضرّة ضُرتي استشهدت هي وولادها، فخفت طلعت على مدرسة  تانية اللي هي أم حسين/ أبو حسين فقصفوها، دغري أخذت  3 الأطفال أطفالي 3 وطلعت على الوسطى اللي هو على الممر الأمن فأخذوني أنا وولادي قالولهم ضلكوا ماشيين، وأخدوني وما عرفت عن ولادي ضلهم لحالهم، وأنا أخدوني وما حدش بعرف إني أنا عايشة ولا ميتة ولا إشي، وأخدوني على الفوق يعني على المعتقل، أول إشي قعدنا 8 أيام تحقيقات، 8 أيام في المعتقل منعرفش طبعًا وين المعتقل لأن كله جبال وشجر ومنعرفش وين، بعد ما قعدنا 8 أيام تحقيقات، نقلونا على سجن ديمونا وقضينا غاد مدة الاعتقال.

المذيعة: كيف كان الاعتقال خاصةً في سجن الدامون؟ وكنتِ في وضع كما أشرتي أطفالك تركهم لوحدهم، يعني كيف كانت ظروف الاعتقال؟

الأسيرة الأولى: كانت ظروف صعبة جدًا، ومش بس على قدي، على قد كل الأسيرات الموجودة غاد؛ لأنه كل أكثريتهم ماخدينهم و أطفال صغار سايبينهن، يعني كنا نعاني معاناة، صياح حتى يجيبولنا الأكل الله يعزك زي الكلاب ما نرضاش نوكل، نقعد نعيط على الولاد نواسي بعض، اللي تقول يا ترى ميتين! بعرفونا عايشين! بعرفوش عنا إشي أهالينا! حتى لدرجة أنو حملونا أمانة إنه نحكي عن عائلاتهن عشان عائلاتهم يتطمنوا إنو يعرفوا إنو موجودين في سجن ديمونا: في من دار البرعي أظني البُرديني في تنتين اللي هي  إلهام ورانيا، وفي من دار عدوان مرت الشهيد مهنّا اللي هي نور، وعُلا بنت عمها في من دار الأخرس، وفي من دار أبو زور، وأسيرات كتير ما عدتش أتذكر.

المذيعة: أنتِ ذكرتيهم بالاسم يعني هم موجودات  لحتى الآن؟

الأسيرة الأولى: خلود حنونه حالتها النفسية تحت الصفر على أطفالها ليل ونهار عياط قد ما بنواسي فيها، عيونها والله ما أقولك عنهم، وهي لدرجة وإحنا طالعين وهي توصينا وأعطتنا أرقام نتواصل نخبر أهلها ونطمن أولادها ما فيش شبكة وما رجعولناش جوالاتنا نتكلم.

المذيعة: بالأمس كان الإفراج عنكم، التقيتِ بأطفالك كيف؟ التقيتِ فيهم؟

الأسيرة الأولى: أنا لما نزلونا عند كرم أبو سالم نزلونا مسافة بعيدة إحنا أول مرة نعرف كرم أبو سالم، المناطق هادي لما نزلونا وصلنا المنطقة بالغلط نزل علينا طخ طخ طخ طخ، اه اه! وإحنا طالعين مفرج عنا صاروا يطخوا علينا، لما نزلونا مش عارفين الطريق إحنا بنعرفش المعبر، صاروا يقولوا لنا ارجع لورا ارجع لورا، إحنا والشباب، 18 شب أظني صاروا يجروا يجروا رجعونا المسافة يمكن، ما أقلكيش قديش رجعونا عشان نرجع مسافة تانية نمشي عِدل وضل الطخ علينا لما وصلنا خيمة الاونروا أنا وأنا بتمشى سألت واحد بقوله أنا أطفالي سبتهم وبدي أعرف إشي لو عن أقارب أعرف أولادي وين؟ وهمّا إيش قالوالي! قالوا بنعرف واحد صاحب شحن موصلهم للنصيرات، وفي النصيرات جايبينهم عند دوار زعرب أظني؛ لإنه بعرفش المناطق راح وصلني لقيت أولادي في الشارع، الحمدلله هيهم في حضني ومبسوطة كتير، بس أنا بدي أبوهم يعرف لأنه أبوهم في الشمال ومش موجود هنا، يعرف أنه أنا رجعت ولقيت لولادي وأخدتهم في حضني.

المذيعة: تم لم شمل العائلة والحمدلله على سلامتك مرة أخرى .

أيضا من ضمن الأسيرات، لكل أسيرة هنا قصة مشاهدين الكرام كما ذكرت ستة من الأسيرات تم الإفراج عنهم بجانب أيضًا دفعة من الأسرى الذين تم اعتقالهم في بداية الحرب على قطاع غزة.

المذيعة: الحمدلله على سلامتك.

الأسيرة الثانية: الله يسلمك.

المذيعة: نعرف عنك أكثر وكيف كانت آلية اعتقالك؟ 

الأسيرة الثانية: عن طريق الممر الآمن اللي هم بيدعوا أصلاً إنه ممر آمن، تم اعتقالي إنه ارفعي هويتك وانزلي، رفعت هويتي ونزلتلهم، أخدوا رقم الهوية فقالولي مري على الجنب اللي ورا، مريت على الجنب اللي ورا، لقيت خيمة كلها للتحقيق، حقق معي: إنتِ من وين؟ إنتِ إيش بتعرفي؟ ليش جيتي ع الجنوب؟ إنتِ جاية كتخريب هذه الإدعاءات، فقالي: أنتِ رهن الاعتقال أنتِ رح  تنحبسي عنا،  أخذوني من الساعة 10 للـ 5 المغرب، لما أخذونا نقلونا بشحن وبعد الشحن رحنا على معتقل -عناتوت- بسموه، بين الضفة هو هيك زي بين الجبال، قعدنا فيه 5 أيام تحت التحقيق، التحقيق كان عبارة عن عشر دقائق، والباقي تحت الضغط النفسي يفتحوا علينا الباب ويسكروا خبط ويدعوا إنه بعذبوا ناس قدامنا فنسمع ضرب وتعذيب بدني،  اكهربك! ترهيب، ويخوفوا فينا، فبرجعونا للتحقيق يحكيلنا اه شو في عندكم احكي، ويخبط على الطاولة، ومكلبشين يكلبشوا إيدينا ورجلينا ويطلعوا، ضيلت عندهم في التحقيق من الساعة 10 الصبح ودوني الساعة 6 المغرب على المعتقل، بعد 5 أيام انتقلنا لسجن ديمونا هناك السجن ديمونا قعدنا 45 يوم في ظل إنه في ما فيه اتصالات أو في نت أو أحد يتعرف علينا، إحنا من بعد ما اعتقلنا 50 يوم أهلي بفتكروني إني متوفية او مش رهن الاعتقال؛ لإنه كنت على خطف ومخطوفات ورهاين، أهلنا ما بيعرفوا عنّا، فأنا بطمن أهلي إني وصلت غزة، إن شاء الله بشوفهم بالقريب العاجل إن شاء الله.

المذيعة: من أي عائلة؟

الأسيرة الثانية: من عائلة موسى. 

الأسيرة الثالثة: أنا الأسيرة جيهان فيصل سمور، أنا بدي أوجه رسالة لأولادي وجوزي إذا كانوا شايفيني يتعرفوا عليّ ويتطمنوا عليّ وبطمن أهلي أني موجودة، أنا كنت معتقلة في سجون الاحتلال وتم الإفراج عني مبارح، إللي بتعرف عليّ، يتواصل معي من جوزي أو أهلي أو ولادي، يطمنوا أني بخير وأنا موجودة في مدرسة اسمها الطائف في رفح، لو بتعرفوا علي يجوا يتطمنوا أو يجوا ياخدوني يعني بطمنهم علي.

المذيعة: كما أشرت مشاهدين الكرام من ضمن الأسرات كانت سيدة تبلغ من العمر 80 عامًا لم يراعي الاحتلال خصوصية كبار السن لم يقدم لها أيضًا العناية.

الحمدلله على سلامتك يا خالتي، الحمدلله على سلامتك خالتي، اعتقلوك الاحتلال شو اللي صار معك؟ 

الأسيرة الرابعة: والله اللي صار يعني اللي صار من اللي صار من اللي أنا هنا يعني

المذيعة: يعني إنتِ من غزة اعتقالوكم وإنتِ في غزة؟

الأسيرة الرابعة: أنا من غزة، أنا أم محمد أم محمد

(الأسيرة مشوشة وغير قادرة على الإجابة عن الأسئلة)

المذيعة: أم محمد، نحن أيضًا من خلال حلقة الوصل نريد أن نطمئن عائلة هذه السيدة أبنائها مقيمين خارج البلد نتمنى أن يروا أنها بخير وتروي، تفضلي أنت كنتي معها (بالإشارة إلى الأسيرة الأولى) في نفس المعتقل كيف كان ظروف السيدة أم محمد الخالدي وهي كبيرة بالسن ومريضة أيضًا؟

الأسيرة الأولى: هي عمرها 80 سنة، مريضة قلب وسكر وضغط ومعندهاش توازن بالمشي يعني بتقدرش تمشي كتير بقينا نجرها على كروسه (لالكرسي المتحرك)، تعذبت التانية يعني هلقيت بدها تروح على العيادة مكلبشة يعني إجرين وإيدين، ومش بس هاي الحجة! في هناك حجات تانيات مرضات قلب وضغط وسكر وعَ ووكر هناك في المعتقل ديمونا سيدات زي الحجة الموجودة، في الحجة فهمية، وإحنا بدنا نوصل إنه  في هناك غير الحجة فهمية ألف واحدة زي الحجة فهمية، أنا هي اللي بدي أوصله لأن هاي  أمانة من الأسيرات عشان أهليهن يعرفن في هناك حوالي 80 أسيرة في سجن ديمونا. 

المذيعة: الحمدلله على سلامتكم مرة أخرى، نأمل أن تصل هذه الرسالة من عمق المعاناة والجراح والآلام اللواتي عايشوها في معتقل الدامون، بإيصال الرسالة وخاصة ظروف الأسيرات هناك، نأمل بإفراج عنهم سريعًا، وضرورة التدخل من أجل الأسرى والأسيرات خاصة أنهم اليوم من الاعتقال إلى النزوح وفي ظل أيضًا تعرضهم للخطر في ظل استمرار القصف والعدوان على قطاع غزة، هذا هو العدوان الظالم الذي لم يراعي أحدًا حتى أيضًا كبار السن كانوا من ضمن الأسرى والأسيرات. 

https://www.youtube.com/watch?v=6qdWwaSeCd4

الوسوم

شارك


المصادر


x