عائلات تنزح في المنازل المدمرة



الوقت المقدر للقراءة: 12 دقيقة
منذ 8 أشهر

شهادة عائلات نزحت إلى منازل رفح المدمرة في ظل انعدام مقومات الحياة وصعوبة الأوضاع، من تقرير صحفي لصالح تلفزيون فلسطين، نُشر في تاريخ 13\1\2024.

المراسلة: 

هنا مشاهدينا الكرام أمام هذا المنزل المهجور جنوب شرق رفح تحديدًا بالقرب من معبر رفح البري لجأت العوائل إلى هذه المنطقة بالتحديد في هذا المنزل المهجور, انقطاع السبل وانعدام الأماكن التي تأويهم أيضا، 

نحاول أن نتحدث مع هاتين السيدتين المتواجدتين هنا في أصعب حال.

-المقابلة الأولى-

المراسلة: الحمدلله على سلامتكم. 

السيدة: الله يسلمك.

المراسلة: خالتي إنتو من وين؟

السيدة: من بيت حانون الفرطة إجينا اول ما صار الخبط (القصف)، نزلنا عند نسايبنا في المعسكر 

قعدنا أسبوع قالوا اخلوا, واخلينا عند دار أختي بالمغازي, وبعدها صارت الناس تتكوم على بعضها واخلينا على المدرسة،  وبعدها حكوا اخلوا لرفح, اخلينا وجينا على رفح.

وزي ما إنتِ شايفة حسبي الله ونعم الوكيل, حمام زي الخلق(جيد) ما في بدك، تغسلي وجهك زي الخلق ما في, بدك تتحممي وتغسلي شعرك ما في.

الصغار قمَّلوا والكبار عيّوا(مرضوا), عينينا بتوجعنا، لوزنا طايحات(إلتهاب باللوز)، الصغار بسعلوا, حسبي الله على إلي كان السبب وحسبي الله على اليهود.

يعني زي ما إنتِ شايفة أختي وبناتها وأولادها استشهدوا، والواحد شو بده يحكي حسبي الله ونعم الوكيل فيهم بس. 

يعني مشحططين إشي هان وإشي هان، طب الواحد شو بده يساوي, باله على أهله إلي بعاد عنه ولا باله على ولاده ولا .... 

شو بدي أقلك؟

لا إنت عارفة تقعدي زي الخلق من البرد، 

برضو لما نيجي على رفح في أمان ؟ والله ما في أمان أكذب عليك! 

يعني في أي لحظة رح يحكوا اخلوا من رفح، 

يعني لا تآخذيني، إلي معاه مصاري خلصوا، وإلي معاه محوش خلصوا 

أنا بحكي عن حالي، لو بدي أروح هلا من رفح لبيت حانون حد الله شيكل واحد ما معي أروح فيه، 

كمان داري راحت.

بكفيك دور الصباح والمساء هاد لتدخلي للحمام 

طب شو بدك تساوي, غير الواحد بيحكي حسبي الله ونعم الوكيل شو ممكن يساوي!

المراسلة: بالفعل مشاهدينا الكرام تتحدث هذه السيدة بكل حرقة وألم بهذه التفاصيل الموجعة التي تتكرر كل يوم بظل النزوح المتكرر والمأساة كما نشاهد. 

هذا المنزل المهجور من سنوات طويلة لجؤوا له وهو ليس مكان مهيأ للمعيشة ولا حتى خدمات، أيضا 

لا يوجد أي شيء لهم, يوجد معهم كبار السن ومرضى وأطفال.

وبقسوة الحال سنتحدث أيضا مع العائلة …

-مقابلة ثانية-

المراسلة: الحمدلله على السلامة. 

السيدة2: الله يسلمك.

المراسلة: أيضا نزحتم من المغازي, يعني بعد نزوح من الشمال إلى المنطقة الوسطى أيضا إلى رفح؟ 

السيدة2: وقبل ما نيجي هان كنا بالمدارس, فالأول أجوا دار أختي عندي نزحوا من بيت حانون، بعدها أجوا دار أخوي من معسكر جباليا عندي على المغازي, وأجوا بنات أخوي عندي من الصفطاوي من الشمال، وبنت اخوي التاني بولادها برضو أجت عندي من الصفطاوي, ودار بنت أختي التانية من البريج ونزحت عنّا،

بعد هيك هددوا المغازي, فطلعنا على المدرسة مشردين ونمنا ليلة بالمدرسة, وبعدها رجعوا حكوا اخلوا والضرب فوق روسنا, ورحنا على المعبر ترجيناهم بدنا خيمة تؤوينا. 

إحنا يا عمي مش طالبين إشي, لا طالبين أكل ولا طالبين شرب ولا طالبين إشي، إلا الستر من عند رب العالمين وخيمة تسترنا, حسبي الله ونعم الوكيل فالي وصلنا بالمواصيل هاي وخلانا نترجى ناس ما بتستاهل، 

إحنا شو طالبين غير الستر؟ مستخسرين فينا! كلها خيمة تؤوينا وتؤوي أولادنا، لا طالبين قصر ولا أكل وشرب ولا إشي. 

بيوت راحت, مش طالبين إشي, حقنا بالحياة وبيوتنا راحت.

وما في حمامات بتيجي لمكان هلا بوديك عليه نعبي مي وهي مي بحر وتحتيها مجاري(صرف صحي), بتغسلي الغسيل هان وبتنشريه بيطلعلك أسود أسود على بَيَاض متل الملح، وبتيجي بتوقفي دور بنحط قلاننا (دلو الماء) بالشارع وبنضل حوليهم عشان نعبي مي حلوة ونشرب إحنا وصغارنا ونغسل وجوهنا 

ساعة زمن وبحكيلك مافي قطعت!

بنروح للمعبر تترجاهم على قنينة مي بحكيلك من وين ؟! وبنلف على المعابر إلي هناك .

ليش وصلنا للمواصيل هاي؟ حسبي الله ونعم الوكيل فيهم بس وإلي وصلنا وكان السبب للمواصيل هاي.

المراسلة: بالفعل ما تتحدثين به هو الواقع المؤلم، حتى إنه ما في خدمات وما في حياة, إنتو أيضا مش بأمان والقصف بتسمعوه طول الوقت 

السيدة2: بنسمع القصف ما في أمان, الأمان عند رب العالمين, أي مكان بتروحه بتسمع فيه قصف، 

حسبي الله ونعم الوكيل شو الواحد بده يحكي. 

هالحين إحنا مش عارفين نتلقاها من اليهود, ولا من الأسعار، امبارح رحنا نشتري زي إلي عنجد, حكينا بدنا نشتري بصل ونطبخ عدس ب 20 شيكل، كيلو البصل ب 20 الله اكبر, السكر بقله يا عمي بكم السكر 

بحكيلي ب 30، بقله نعم شو ب 30 ؟ الرطل ؟ بحكيلي الكيلو، هو إنت قادرة تلاقيه!، وواحد تاني بحكيلي بعطيك ياه ب 20, على إيش ؟

احتكار بالأسعار, وين الشرطة؟ مش بقولوا في شرطة ؟ في أمن وأمان وينه ؟ 

الأمن والأمان عند رب العالمين غير هيك ما في أمن وأمان. 

المراسلة : ونحن نأمل بالفعل أن يتوفر هذا الأمان وأن يتوقف هذا الحال.

المراسلة: إذًا يعني مشاهدينا الكرام لا كلمات تصف هذا الوجع لقد وصل إلى أقصى ما نتخيل، من القصف، والدمار، والتجويع، بجانب غلاء الأسعار، والاحتكار، وهذه فعلا الحقيقة المتواجدة بالشارع في ظل ارتفاع الأسعار للمواد التموينية لمن يريد أن يشتري شيئا من السوق لا يوجد بأسعار كنا معتادين عليها، 

نأمل أن تتوقف هذه المعاناة الموجعة، ووقف هذا العدوان على قطاع غزة . 

https://www.youtube.com/watch?v=vxfXMO0TEHc

الوسوم

شارك


المصادر


x