شهادة الطبيبة فداء القرشلي نازحة من الشجاعية تحاول تقديم العلاج بشكل مجاني للنازحين في رفح



الوقت المقدر للقراءة: 9 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذه شهادة الطبيبة فداء القرشلي حول الخدمة الطبية في مناطق النزوح والتي تقدمها في خيمتها الخاصة التي تعيش فيها مع أبنائها الاثنين في رفح، في ظل شح الإمكانيات وصعوبة الوضع الإنساني، نقلتها قناة الجزيرة مباشر في تاريخ 18 يناير 2024، وهذا نقل لشهادتها كما وردت: 

أنا فداء عطية القرشلي أو أم سمحان، حاصلة على درجة الماجستير في علوم الصحة العامة تخصص علم الأوبئة، بكالوريوس في علوم النساء والولادة، بكالوريوس قبالة النساء والولادة، أستاذة جامعية في أكثر من جامعة، نازحة من الشجاعية من 7 أكتوبر إلى رفح في تل السلطان.

المنطقة عندي في كثافة سكانية عالية جدا جدا جدا جدا، يعني اش بدي اقول لك، بصورة كبيرة جدا الكثافة السكانية، طبعا الخيام هنا، ناس كتير بتعرف إنه أنا في المجال الصحي وقادرة أخدم صحياً، فكتير ناس جتني سألتني: "عندك محلول؟ عندك إبرة؟ الولد سخن، الولد معه إسهال، الولد انجرح". من كتر ما طلبت مني الناس صار عندي إحساس حابة أساعدهم، حابة أقدم لهم خدمة.

لو بدك تحكي للراجل أو للست أو للبيبي أو لاي حد مثلاً للإم: روحي على العيادة الفلانية، هتقول لك: مافيش مواصلات، أنا من غزة، أنا من الشمال، أنا مش عارفة مين، بعرفش الطريق، بعرفش المكان، طبعاً هو فعلاً مافيش مواصلات، صعبة لو حدا مريض مش هيقدر يروح مشواره، فأنا تبرعت إني أساعد الناس في خيمتي، طبعاً الخاصة في مكان مأوايا، تواصلت مع بعض ناس بشكل شخصي، يوفروا لي شوية أدوية، شوية محاليل، الحمد لله ما قصروا، وفرت شوية أدوية أطفال، أدوية كبار، محاليل، سرنجات (حُقن)، شوية شوية زي هيك، حتى الناس اللي معاها روشتة وبدها محلول يتركب لها، بدها تاخد إبرة، بدها تغير، بدها تعمل غرز، كله هذا كنت الحمد لله أستقبله، كنت أتعامل مع كل الناس.

حتى الليلة اللي فاتت جتني كمان مرة حالة ولادة الساعة 3 ونص، خبطت عليا الخيمة في حالة ولادة الحمد لله طلعت معاها وفحصتها ولقيتها في مكان ولادة وطلعت معاها، وامبارح في الليل الساعة 10 بالليل صارت خناقة في المنطقة الحقي يا دكتورة حالة غرز ما يقارب 10 غرز. زي ما انتو شايفين، الخمية خاصة، فش كرسي للمريض، فش سرير للمريض، شح، الإضاءة طبعا فش إضاءة خالص بالخيمة نهائياً إلا ضوء جوالي، بضوي فيه أو ضوء جوال ابني، طبعاً الخيمة لو أجتني ست في الليل بدها تاخد إبرة أو بدها تعمل غيار بقول لابني، اولادي الكبار اتنين: اطلعوا برا يا ماما عشان بدي أعمل للحالة غيار (تغيير ضمادات الجروح)، شح الأدوية، الغيارات عندي شحة كتير، كتير كتير ناس في المنطقة تجي تعمل غيارات وحالات إصابة كبيرة للأمانة، إصابات حرب كبيرة الحمد لله قدرت أساعدها، ودبرت لها من كل مكان شوية والحمد لرب العالمين، لكن في شح، أنا بواجه صعوبة صعوبة جدا جدا جدا في توفير الشاش وأغراض الغيار.

رسالتي للعالم يشوف الوضع اللي احنا فيه، هل أي حدا في مكانه في أي دولة برضى هيك يكون طريقة العلاج أو طريقة تقديم الخدمة الصحية للناس! طبعاً الخدمة الصحية لا تليق بأي بني آدم انه يتقدم لها، لكن بشح الإمكانيات وشح الظروف واحنا ناس مهجرين ومافيش أي إمكانيات إن إحنا نقدمها، أنا كان بدي أقدم الخدمة للناس ما انا زيي زيهم، نازحة ومهجرة ولا أمتلك أي شيء أقدملهم إياه، فبالتالي يعني إذا برضوا هيك يشوفوا أي بني آدم يتقدم له خدمة بطريقة زي هاي، طبعا مش هيرضوا إنه تتقدم الخدمة لناس بهادي الطريقة، أقعد الناس على كرسي… على خشبة عشان أعمل له غيار، أو أحط الست على الأرض تقعد عشان أعمل لها شسمو، آخد منها فحص و أعملها فحص ولا أعمللها أي إشي.

رسالة للعالم يشوفوا الوضع اللي احنا وصلناله، الوضع اللي وصلناله عمرنا عمرنا ما وصلناله قد ما احنا كنا نتعرض لحروب قد ما كنا نتعرض لأزمات الحمد لله رب العالمين ما عمرنا تعرضنا ما عمرنا توصلنا لهالطريقة، وانا عمري ما توصلت لأنه يصير وضعي زي هيك زي هالوضع، أنا وغيري وكل الناس طبعا، فياريت يتطلعوا يشوفوا لوين وصلنا، يحاولوا يساعدوا الناس، يساعدوا الجرحى، الناس المنكوبة، الناس النازحة. 

https://www.youtube.com/watch?v=MiQMTQMRClI

الوسوم

شارك


المصادر


x