شهادات من مخيم النصيرات عن العدوان الاسرائيلي



الوقت المقدر للقراءة: 12 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذهِ شهادات من مخيم النصيرات عن استهداف الاحتلال الإسرائيلي مربعًا سكنيًا مأهولًا بالسكان، ما خلّف العديد من البيوت المدمَّرة والمتضررة، ينقلها الصحفي محمد وشاح من قناة "الجزيرة مباشر".

المواطن: هدول بيوت كل الجيران، كلها متلاصقة ببعضها، فش بيت موجود بالساحة هذهِ أو بعدها كمان.. حتَّى كمان بعد 30 متر، اطلّع كيف البيوت كلها متضررة، اطلّع بيت الجيران إلّي انقصف كله متضرر..  طيب إيش ذنب النَّاس هذهِ؟ إيش ذنبنا بأمور ملناش دخل فيها؟ أحنا ناس مدنيين لا بنعرف مقاومة ولا بنعرف حرب، ولا بنعرف سلاح ولا بنعرف أي حاجة.. أحنا مدخلناش، أحنا ناس بدنا نعيش بأمان، ليش بضربونا وبقصفونا؟

الصحفي: هذا المربع مليء بالسكان؟
المواطن: آه مليء بالسكان، آه طبيعي، مفيش بيت إلا فيه أقل حاجة 10-12 نفر، أنا بيتي فيه 16 نفر، أنا بناتي عندي نازحات، أنا عندي 6 نفار (عدد الأبناء) وبناتي كلياتهنَّ هياتهنَّ نازحات، عنا هذا قريبي ابن أختي قبل هيك تصاوب بالمقبرة وهو بدفن بقريبته، نازح برضو عندي، طيب أحنا إيش ذنبنا؟
       

الصحفي: أنا ملاحظ أنه في أطفال كثير بالشارع..
المواطن: هدول كلهم أطفال عندي نازحين.. أطفالنا هدول نازحين، وفي أطفال من أهل الحي هان، نازحين عند جيراننا. القصف هاد لجيراننا وهذا بيتي أنا يعني إيش ذنبي؟

الصحفي: كم منزل هان تدمر؟
المواطن: تقريبًا كل البيوت إلّي تدمرت يمكن بيجي 8-9 بيوت، أنا واحد من النَّاس بيتي تدمَّر، أنا يعني -بعيدًا عن السامعين- لو بدي أخش (أدخل) الحمام (بيت الخلاء)  مش هلاقي حمام إلي، جاري مثلي، وجاري الثاني زيي.. هي بيتي وهي بيته، سكَّر خزق (دخلة) بيته بخشبة عشان يستر على ولاياه (أهله)، جيراننا هناك اطلّع كيف صارت!

الصحفي: طبعًا مشاهيدنا الكِرام كما تلاحظون هذا المنزل هو في مربع سكني، محاط بعدد من المنازل، دُمِّر بالكامل، ولا يستطيع أصحاب هذا المنزل انتشال أي شيء من مقتنياتهم، ويمكن أن نقول: لا تستطيع سيارة دفاع مدني واحدة الدخول إلى هذا المكان.

الصحفي: طيب حج بدي أسألك يعني للتوضيح للمشاهدين، الآن مخيم النصيرات أغلبه أزقة هل تستطيع سيارة تدخل للمكان؟
المواطن: مستحيل، مبارح  طلّعوا شباب اثنين من تحت الركام من هان، والحمد لله طلّعوهم أحياء لكن مصابين ومتضررين، طلّعناهم في الشارع لمَّا لقينا سيارة  وأخذتهم على المستشفى، أما أنه إسعاف يخش أو دفاع مدني يخش يساعد أو يعمل اشي فش إمكانية.

الصحفي: سنحاول الآن ندخل لمنازلكم إذا في مجال، ونشاهد كيف تضرر منازل المواطنين بعد قصف المنزل المستهدف، كما نتحدث هنا في هذا المكان قرابة 9 منازل، منزلين دمرت بالكامل والآن سندخل للمنازل المتضررة مع المواطنين لنتعرف على الأضرار التي تحصل في المنزل الذي يبقى.. مبدئيًا يبقى صامدًا ولكن إذا دخلنا إلى المنزل وشاهدنا حجم الضرر والدمار الموجودين في هذا المكان.. سنتابع ونشاهد معكم في هذه المنازل التي تضررت بفعل هذا الدمار الكبير.

المواطن: هذا الحمام (بيت الخلاء) تبعي بعد ما سترته زينقو، هيو الحين قاعد بشتغل فيه، هي شايفين كيف حاله؟ وضعه سيء،  يعني الحين لو بدي أخش - بعيد عن السامعين- أحط علي مي مش هقدر .. فهمتني؟

الصحفي: طبعًا تصدّعات في المنزل، يمكن أن نقول أن جانب أو جزء من المنزل قد يكون آيل للسقوط،
هذه ملاحظة مشاهدينا الكرام أردتُ توضيحها لقضية الدمار الجزئي للمنازل.. تصدّعات..  والناس تحاول بالألواح الخشبية على الأقل سد الثغرات لحين إعادة الإعمار.

الصحفي: على كلاً الحمد لله على سلامتكم..              
المواطن: الله يسلمك، هذه الغرفة كمان لما صارت الهواية (الضربة الصاروخية) هان كان في 6 أولاد، وين بقيت نايم يا سيدي أنت؟ (يسأل المواطن حفيده).
الصحفي: تعال يا عمي وين كنت نايم لما صار الانفجار؟
الطفل: هان.
الصحفي: إيش صار معك، سمعت الانفجار ولا كنت نايم؟
الطفل: كنت نايم.
المواطن: وحتى لمَّا صار الانفجار.. ولا نفس، أحنا فكرناهم ميتين، فلمَّا صار الضجة  الأولاد حسوا أنه في نفس حوليهم وناس بتتكلم، صار يصرخوا ويزعقوا.


الصحفي: نلاحظ أن هناك عدد كبير من الأطفال في هذا المكان، على كلاً الحمد لله على سلامتكم، وربنا يسلمكم إن شاء الله.
إذن سنريكم مجددًا مشاهد الدمار في منزل عائلة مصران، وهذا جانب من الأضرار التي تحصل في المنازل، ولكم أن تتخيلوا عندما نسير في أزقة مخيم النصيرات.. هذهِ الشوارع الضيقة التي مساحتها تكفي لشخص أو شخصين.
والآن الناس في هذا المكان يحاولون البحث عن ما يمكن أن يستفيدوا منه في ظل النقص الحاد في الإمكانيات، في ظل العوز الشديد هنا في المخيم.. رغم ذلك الناس عادوا إلى هذا المخيم، ورغم عودتهم الاحتلال الإسرائيلي قام بقصفهم في هذا المكان.
كما تشاهدون أعداد كبيرة من الشبان يعملون بأدوات بسيطة، يبحثون عن شيء يمكن الاستفادة منه بعد عملية القصف الذي تم لعائلة مصران والمنازل المحيطة بهذا المنزل في مخيم النصيرات للاجئين الذي تعرَّض في ساعات الليل أمس إلى قصف عنيف من الطائرات الحربية الإسرائيلية.. دمرت المكان ودمرت المنازل المحيطة في هذا المكان وصولًا إلى عدد من الإصابات، وكان نوعًا ما المكان مأهول بالسكان ولكن هذه أقدار من يكتب الله -سبحانه وتعالى- أن يستشهد يكون في عِداد الشهداء ومن يكون له في العمر بقية يخرج حيًا من هذا المكان، وكما حصل أمس خرج قرابة ثلاثة أشخاص من تحت هذا الركام أحياء، بهم بعض الإصابات، ولكن خرجوا بعد عملية مضنية وكبيرة من الشبان الذين حاولوا مساعدة من كان في المنزل، وحتى هذه اللحظة كان هناك فقط عدد من الإصابات ولا شهداء في هذا المنزل.
       
كنا نغطي لكم مشاهدينا الكرام على ركام عائلة مصران من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
محمد وشاح  - الجزيرة مباشر - غزة  فلسطين.
 


   

https://www.youtube.com/watch?v=3BYhxvZRi2Q

الوسوم

شارك


المصادر


x