شهادات حول الدمار الذي خلفه الاحتلال في مدينة الإسكان المصرية في بيت لاهيا



الوقت المقدر للقراءة: 12 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذهِ شهادة الصحفي يوسف فارس من قناة "الجزيرة مباشر"، يرصد فيها آثار  دمار المدينة المصرية "دار مصر 3" غرب مدينة بيت لاهيا، والتي شرعت السلطات المصرية في بنائها بعد معركة "سيف القدس" عام 2021 لإيواء أهالي الشهداء والمحتاجين من قطاع غزة.

مشاهدينا الكِرام، نحن هنا في مدينة الإسكان المصرية، هذهِ المدينة أطلقت عليها الحكومة المصرية اسم "دار مصر 3".  بُنيَّت هذهِ المدينة بعد حرب عام 2021 "سيف القدس" على مساحة مقدارها 40 دونم، بمعدل 660 شقة. كان من المفترض أن يُشرَع بتسليم هذهِ الشقق السكنية قبل بداية هذهِ الحرب، بعد أن وصلت التشطيبات هنا إلى المراحل النهائيَّة.

الآن يكشف الانسحاب الإسرائيلي من مناطق الكرامة والقاطع الغربي لشمال قطاع غزة والمنطقة الأمريكية التي نقترب منها عن حجم الدمار. دُمِرَّت أبراج هذهِ المدينة الاثنين وعشرين ومركز ثقافي فيها والمسجد، والحدائق والمساحات الخضراء، التي اُنتهي من زراعتها قبل الحرب بأيام، والصورة تتحدَّث الآن عمَّا حل بها. 

سنتقدم أكثر في وسط المباني والأبراج المهدومة؛ لنرصد قدر الخراب الذي حلَّ هنا.

شاهد: هذهِ الأبراج المصرية، كانت الناس.. أهالي الشهداء والمحتاجين كانت على أمل تسكن بهذهِ الأبراج، لكن اليهود أَبوْا أنه يسكنوا الناس الغلابة بهذهِ الأبراج، راحوا هدموهم قبل ما النَّاس يسكنوا فيهم.

الصحفي: أنت من سكَّان المنطقة، كنت تراقب عملية بنائها صح؟ لوين وصلت آخر مرحلة فيها؟
الشاهد: لمَّا دخلوا اليهود مظلش حد، الكل هرب على مراكز الإيواء، شردنا على المدارس، دخلوا اليهود هينا بالدبابات دمروا الأبراج المصرية. هذهِ كانت معدَّة لإيواء الناَّاس المحتاجين.

الصحفي: نعم. أنا بدي أسألك لأي مرحلة وصلت التشطيبات هان في المدينة؟
الشاهد: تم تشطيب الأبراج بشكل شبه كامل؛ لأنه تم تركيب الأبراج وقصارتها والبلاد كانت خالصة للسكن، معدَّة للسكن.

الصحفي: وأعلنت وزارة الأشغال عن سكانها!
الشاهد: وأعلنوا عن قرعة للمحتاجين على أساس أنهم يسكنوا فيها، لكن زي ما قلنا، العدو أبى إلا أنه يهدم هذهِ البيوت، مخلوش ولا بيت في هذهِ المنطقة، تم تدميرها بالكامل.

الصحفي: لمين كانت مخصصة الأبراج؟          

الشاهد: هذهِ كانت مخصصة -بحسب ما تم الإعلان عنه من وزارة الإعلام في الحكومة- للمحتاجين والغلابة وأهالي الشهداء أنهم يسكنوا فيهم، والنَّاس إليّ ملهمش بيوت، لكن زي ما قلنا تم تدميرها بالكامل.
 الصحفي: جديرٌ بالذكر أن هذهِ المدينة اُطلقَ عليها مدينة "دار مصر 3" وهي واحدة من ثلاثة مدن سكنية، بُنيَّت الأولى في منطقة الزهراء، وبُنيَّت الثانية في شرق مدينة جباليا، وبُنيَّت الثالثة هنا في غرب مدينة بيت لاهيا.
المشروع الذي أُعلنَ عنه عقب معركة عام 2021 معركة "سيف القدس" كان يتضمَّن بناء مشاريع سكينة للأسر الفقيرة والمحتاجة والتي فقدت منازلها في الحروب الماضية، وكان من المفترض أن يُشرَع بتسليم هذه الشقق قبل هذهِ الحرب.. قبل معركة طوفان الأقصى بأيامٍ قليلة، حيث أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية والأشغال عن بدء تسجيل العائلات المعوزة للحصول على شقق في هذه المدينة

بإمكانكم أن تشاهدوا أن الأبراج السكنية هنا كانت قد وصلت إلى مراحل العمل النهائية، وبُنيَت -وفق ما أعلنت السلطات المصرية آنذاك- على الطراز المعماري  المصري، الآن كل هذه المدينة تعرضت للتدمير والتخريب وأصبحت أثرًا بعد عين.

بإمكانكم أن تشاهدوا أن أعمال البناء هنا لم تُستكَمل، السقوف هدِّمت ولا زالت الدعامات الخشبية والحديدية أسفل هذهِ السقوف المهدَّمة . تظهر الأبراج وقد اُنتهي تمامًا من تجهيزها.
هذه المساحات التي نتحرك عليها الآن من المفترض أن تكون متنزهات وحدائق لسكان هذه المدينة، امتلأت بالحجارة والركام والخراب.. الصورة هنا تتحدث عن نفسها،  لا توجد بناية واحدة من أبنية المدينة الاثنين وعشرين يمكن استصلاحها للسكن مجددًا.

تقع هذه المدينة  على مسافة قريبة من بحر منطقة السودانية في شمال قطاع غزة، وكانت تمثل حتى وقت قريب حُلم لمئات العائلات الفقيرة التي كانت تتأمل أن يُنتهى من بنائها وتُسكن هذا المكان، علمًا أن هناك مشاريع إسكانية وتطويريَّة شرعت بها الحكومة في قطاع غزة، وكانت تستند إلى إمكانية  تسليم الأهالي المتضررين شققًا هنا مثل توسعة الشوارع واستعادة الأراضي الحكومية، لكن هذا هو المشهد الآن، كل الأبراج السكنية مدمَّرة. علمًا أن الأهالي كانوا يستبعدون أن تُقدِم الدبابات الإسرائيلية على تدمير هذا المشروع
لكن هذه الحرب استباح بها الاحتلال الإسرائيلي كل شيء.

هذه هي الكرفانات التي كان يسكنها المهندسون المصريون، كانت هذه المدينة بطواقم هجينة بين مهندسين مشرفين مصريين وعمال فلسطينين وشركات مقاولة محلية.. تحمل هذه الكرفانات الأعلام المصرية.

ونشاهد على الجانب الآخر من هذا المكان الكتابات باللغة العبرية التي خطَّها جنود الاحتلال هنا.  يبدو أن جنود الاحتلال كانوا يتخذون من هذهِ المدينة ثكنة عسكرية وقد أقدموا على تدميرها بعد أن خرجوا منها. هذه هي العبارات العبرية، وهنا أيضا بقايا وآثار تدل على وجود جنود الاحتلال هنا.. صندوق ذخائر
هذه هي صناديق الذخيرة.. كميات كبيرة من صناديق الذخائر الفارغة هنا.

إلى هنا نصل مشاهدينا الكِرام إلى ختام جولتنا في مدينة "دار مصر "3 المدَّمرة، هذه المدينة كان من المفترض أن يُشرَع بتسليم الشقق السكنية قبل أيام من بدء الحرب الأخيرة على القطاع، ولكن الاحتلال الإسرائيلي استباح بها كل شيء، لا يوجد مبنى واحد هنا يمكن استصلاحه للسكن مجددًا.

لقناة الجزيرة مباشر - يوسف فارس - شمال قطاع غزة  

https://www.youtube.com/watch?v=yRlMvC-TNpI

الوسوم

شارك


المصادر


x