شهادة امرأة حامل تنتظر مولودها



الوقت المقدر للقراءة: 13 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذه شهادة امرأة حامل في غزة على معاناتها في خيمة ضيقة تنتظر فيها موعد ولادتها الوشيك وسط الحرب وظروف صحية وغذائية صعبة، نقلها تلفزيون فلسطين عبر مراسلته إسلام الزعنون في تاريخ 24 يناير 2024، وهذا نقل لشهادتها كما وردت: 

مقدمة المذيعة :

المعاناة في ظل النزوح تتمدد وتتشعب في كل بقعة، في كل مكان، أينما تطأ القدم هناك قصص مأساوية صعبة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية. للنساء الحوامل حكايات متعددة مع الحرب، أكثر من 50 ألف حامل ينتظرن مواليد جدد، بالإضافة إلى 20 ألف سيدة وضعت طفلها أثناء هذه الحرب. نتعرف على تفاصيل المعاناة بعمقها من داخل هذه الخيمة، هذه الخيمة الصغيرة جدا التي من المفترض أن تضع خلال أيام هذه السيدة مولودها القادم. يعني مكان صغير جدا ربما لا يوجد أي شيء في هذه الخيمة.

بداية المقابلة:

المذيعة: يعطيك العافية.

السيدة: الله يعافيك يا رب.

المذيعة: الحمد لله على السلامة من النزوح.

السيدة: الله يسلمك.

المذيعة: من أي مكان نازحين؟

السيدة: من غزة منطقة الزيتون، نزحنا إلى خان يونس، ومن خان يونس على رفح، للخيم للشوارع مش عارفين وين نروح، فش أماكن نروح فيها عنجد الظروف صعبة جدا جدا.

المذيعة: طيب اليوم احنا بنحكي عن 50 ألف حامل إنتِ وحدة منهم، إلك 4 شهور في الحمل في ظل ظروف صعبة هل بتروحي.. شفتي أحوال جنينك خلال هذه الأشهر؟

السيدة: لا، فش رعاية صحية، بطلنا نتابع زي أول، إنه مثلاً نروح كل شهر نتابع فحص للحوامل نهائياً. في ظروف صعبة إنك تروحي، الخوف بمنعك كمان إنك تطلعي من مكان لمكان، لأنه هو المكان والقصف والأحزمة النارية وين ما كان، فإحنا بنقدرش. حتى المكان اللي بحكوا إنه آمن بكونش آمن، واطلعوا من مكان لمكان، يعني بتقدريش إنه إنتِ تطلعي من المكان اللي نزحتي فيه على رعاية صحية، بقولك حوالينه بكون في قصف، كيف إحنا بدنا نروح نطلع و نخاطر ف فش مجال أساسا.

المذيعة: طيب اليوم إحنا بنحكي عن 4 شهور، أكتر 4 شهور بتحتاجي للتغذية، كيف أمور التغذية معك؟

السيدة: مهي مستحيل التغذية و الصحة لا، يعني الخضار وتحكيلي فواكه وتحكيلي زي ما كنا قبل! لا، كله ع المعلبات، المعلبات طبعا مش صحية كلها أمراض.

المذيعة: آخر مرة أكلتي الجاج (الدجاج) واللحمة؟

السيدة: من 4 شهور واحنا مكلناش جاج، أبدا نهائي، جاج لا. فش مجال يعني كله هلقيت بس معلبات، ع المعلبات اللي احنا عايشين عليها واللي بيستلموها من المدارس، كمان الأربع شهور فش دخل بمر عليكي إنه إنتِ تجيبي أصلاً. كنتِ في غزة إنه بمر عليكي دخل تجيبي، هان لا، كيف إحنا نازحين بنشرد من مكان لمكان، من خطر لخطر، كيف احنا بدنا نجيب!

المذيعة: طيب القسم التاني لمعاناة الحوامل، اليوم مفيش أواعي (ملابس) برفح بتاتا، يمكن المعاناة وحدة واحنا جزء من هذه المعاناة، طيب اليوم كيف بدك تستقبلي مولودك الجديد؟

السيدة: هاي المشكلة، هلقيت احنا نروح نشتري أواعي، ملابس أطفال للولادة، صعب، صعب جدا إنك تلاقي، حتى إنه غالي، كمان إنه بالة كمان إنك تجيبيه - أي رغم أنه مستخدم تضطر لشرائه - يعني لمن جبت جبت قطع قليلة إني أقدر بس أولد فيها، أنا خايفة إنه تمد الحرب، من وين أنا بدي أجيب أنا أكتر ملابس، أكتر من هيك. يعني جبت أنا بس اللي أحتاجه يوم ما أولد، في أول شهر فقط، يعني فش مجال.

المذيعة: يعني بس للتوضيح إنه هاي الملابس أساسا مستخدمة، وبالكاد قدرتي تجيبيها.

السيدة: أكيد، حتى من ناس، إنه في مستعملة من ناس جبنا، إنه عشان إنه بدي أولد، إحتمال إني أولد في أي يوم إنه يكون عندي ملابس إنه أقدر أحميه من البرد، أو أقدر أحميه من الشغلات المحيطة حواليه، الخيم والرمل والظروف الصحية الصعبة جدا، أنا خايفة أولد هان أصلا راح تصيبهم أمراض هان فوق ما الأمراض اللي موجودة هلأ.

المذيعة: اليوم هذا المكان يعني أنا بعتبر إنه كأنه متر ونص تقريبا هاي المنطقة، وين بدك تحطي الطفل..؟

السيدة: أنا مش عارفة، مش عارفة أنا لمتى هذه المعاناة، عنجد، بكفي بكفي عن جد احنا تعبنا، الحوامل تعبوا، الأطفال تعبوا، الكبار بالسن تعبوا، احنا كلنا تعبنا، احنا صرنا مرضى، مرضنا، يعني من امبارح لليوم أنا كنت مريضة لسى اليوم الصبح اللي صرت أحكي معك، هه اللي قادرة أحكي.

المذيعة: في أدوية متوفرة للحوامل؟

السيدة: لا أنا مشفتش أدوية، بيجي بس فحص حوامل بيجوا هان اللي عنده أطفال مريضين، بس فش أدوية، يعني فش فيتامينات، فش مساعدات إنه للحوامل، حتى الشغلات الصحية إنه للحوامل إنهم يعطوكي اياها أدوات النظافة.. شغلات الواحد إنه يقدر إنه يمشي يوميا.. الصابونة الشامبو يعني أ…ا لا.

المذيعة: طيب كيف بتتدبروا أموركم في الخيمة، أمور المية الإضاءة الشحن الغاز الأكل الشرب؟

السيدة: المية بيجي واحد عند الباب بعبي لهم مية، بيروح كله اللي عنده جالون، اللي عنده برميل، اللي عنده شغلات بقدر إنه يعبي فيها بيعبي فيها. هادي بنقدر، ما أجاش؟ هيها اليوم المية هان في المخيم مش موجودة واللي بدو يعبي مية ما أجاش عند الباب، التنكات هدول الكبار بجوا بعبوا لكل الناس هان.

المذيعة: طيب بدي أسألك، خايفة يجيكي المخاض بالليل وتضطروا تطلعوا بالليل في ظل ظروف صعبة؟

السيدة: أكيد، فش.. أول اشي كان في إرسال إنه احنا نتصل مثلا ع أي حدن معاه سيارة إنه ممكن ينقلني ع أي مستشفى، كمان خايفين إنه احنا منلاقيش في الليل سيارة إنه تنقلني، تالت شغلة إنه حتى ميلقطش الإرسال مع الإسعاف إنه يجي أنا ياخدني. فهاي أنا اللي خايفة منه، إنه في النهار ممكن إني أقف ع الشارع إنه حدن أصلا ممكن يوصلني، بس هان في الليل صعب، صعب جدًا كمان في الليل.

المذيعة: يعني ال...

السيدة تكمل: هذا غير إنه مثلا إنه الطخ الموجود في الليل، الخوف الموجود في الليل، الواحد بخاف إنه يطلع أصلا في الليل، يعني الوضع هان.. الأمن مش موجود في الليل نهائيا.المذيعة: إن شاء الله ربنا بيقومك بالسلامة يارب. بالتأكيد هذه صورة وصفية أو حالة بتعكس حالات 50 ألف حامل ما زالوا هم في قائمة الحوامل و20 ألف امرأة وضعت خلال العدوان الإسرائيلي المستمر، وما زالت المعاناة مستمرة، وما زالت الأوضاع تزداد سوءً يوما بعد يوم حقيقة في كل هذه المخيمات، في ظل ظروف معيشية في كل تفصيلة معاناة ومأساة وحرب حقيقة داخل هذه الخيام و في كل أماكن النزوح.

https://www.youtube.com/watch?v=xO5oPOwVN1Q

الوسوم

شارك


المصادر


x