شهادتان من مشروع بيت لاهيا: الأربع شهور اللي مرّت علينا كإنها 200 سنة!
يتحدث في هذه الشهادة كل من المختار عبد الغفار أبو وليد والشاب أحمد جمال، وينقلان صورة الدمار الهائل في مشروع بيت لاهيا، شمال قطاع غزّة. يذكر المختار عبد الغفار في شهادته أنّه فقد وعائلته 42 شقة سكنية بفعل القصف الإسرائيلي في يومٍ واحدٍ، ويتحدث أحمد عن الحيرة التي تسكن الغزّيين؛ هل يبكون أطفالهم أم شهداءهم أم بيوتهم؟ ويسخر كلٌّ منهم من معنى وقيمة "العدل" الذي ينتظره البعض من المحاكم الدولية.
بُثّت الشهادة على قناة الجزيرة مباشر بتاريخ 17 يناير 2024.
الحج عبد الغفّار: أعوذ باللّٰه من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد، معاكم المختار عبد الغفار حسن عودة أبو وليد- مشروع بيت لاهيا
بالنسبة للوضع، اللهم صلِّ على سيدنا محمد ، إحنا هون بنعاني معاناة كبيرة جدًا جدًا جدًا، يعني أنا بالنسبة إلي 42 شقة راحوا بيوم واحد، بيتي خمس طوابق مكوّن من 10 شقق وبيت أخوتي وبيت خواتي هذول كلهم بيوم واحد، 42 شقة هذول يلي دمّروهم الاحتلال بدون سين ولا جيم وبدون سابق إنذار، يعني إحنا ما إلنا أي صلة بأي حاجة، يعني هاذي حرب مش بسيطة، حرب دمار للبشر والحجر والجماد ولكل شيء، بنفهم إحنا وبنعرف الحروب يلي هي حروب عسكرية، عسكري قبال عسكري، بس يلي مُتواجد على الأرض هون حرب عسكري قبال بشري، قبال حجر، وهاذ يعني لا أنزل الله به من سلطان، يعني إحنا ما إلناش أي ذنب، إحنا شعب أعزل، لا بأيدينا طيران ولا بأيدينا دبابات، إحنا شعب أعزل ما إله أي صلة بمقوّمات الحياة، دمّرونا، دمّروا البشر، دمّروا الحجر، آلاف الشهداء لحد الآن تحت الأرض، تحت الأنقاض، وما حدا قادر يصلهم ويطلعهم، مش حرب هاذي حرب إبادة، حرب عسكريّة ضد البشر والحجر مش ضد العسكر بس مش أكثر..
الصحفي: طيّب يا حج شو رأيك بمحكمة العدل الدولية، بتتابع أخبار محكمة العدل الدولية؟
الحج عبد الغفار: أنا مش متابع لأنه زهقنا من الأخبار، كل يوم إحنا زي ما بقولوا بدنا خبر لو كذب يونس ولا صدق مستعجل، ما فش حاجة اسمها محكمة العدل الدولية، ما فش عدل أصلًا ، لو في عدل عالطبيعة من أول يوم هاذي الحرب يلي هي ضد الحجر والبشر كان وقفت..
الصحفي: طيب شو بتوجه رسالة لدولة جنوب أفريقيا مع إنها دولة لا عربية وولا إسلامية؟
الحج عبد الغفار: نعم، كل الإحترام لدولة جنوب أفريقيا يلي وقّفت مع الشعب الفلسطيني خاصة مع أهل غزّة، وأنا بناشد الدول العربيّة كلها إنها تحنوا حنو جنوب أفريقيا
الصحفي: طيب مُقتنع أنت إنهم يطلعوا قرار عادل يُنصف الفلسطينيين؟
الحج عبد الغفار: ما أظنش لا ما أظن
أحمد جمال: أحمد جمال من قطاع غزّة ، قطاع غزة بشكل عام كله مدمّر، نكبة أبديّة موجودة، الآن بتم الحصار علينا بشكل، بحاجة للتعطيش والتجويع، غير الدمار اللي منكوبين إحنا فيه، غير الآلاف من المتفجّرات بتنزل علينا، مش قادرين نشيل شهداؤنا من تحت الرّكام، بنحكي لإسرائيل ولغير إسرائيل وللدّول كلها بشكل عام، كل دول الكرة الأرضية، بدنا نطلع من تحت الركام ونعيش ونضل صامدين ببيوتنا المدمّرة، بدناش نناشد حدا، زهقنا مُناشدات
نناشد الدول العربيّة، الدول الإسلاميّة، الدول الأجنبيّة دول الضمائر الحرّ، ما إلناش إلا رب العباد سبحانه وتعالى هو يلي واقف معنا، ملناش ملجأ إلا الله عزّ وجل، بدهاش حكي أكثر من يلي بتشوفه أطفالنا وبتشوفهم أولادنا وبنشوف دورنا مدمّرين، وتطلّع على أعدادنا كلنا 2 مليون ونص، بتقدرش تقول 30 و 40 ألف شهداء، العدد أكبر من هيك بكتير كتير كتير، الأربع شهور يلي مرّت علينا كأنها مضت 200 سنة، 200 سنة كانن أمراض تفشّت فينا وبأولادنا وبزوجاتنا، ويلي بنازعوا يمكن عشرات الآلاف، يلّي بيحتضر للموت عشرات الآلاف، أقلك بدنا نطلع من تحت الموت وبدنا نطلع من تحت الرّكام، بدنا نطلع من وين ما بدهم بدنا نطلع، بدنا نضل صامدين بأرضنا، بنتطلّع على حالنا وعلى بيوتنا وعلى أرضنا، لا إله إلا الله محمد رسول الله
الصحفي : طيب بتحضر أخبار؟ شو رأيك بمحكمة العدل الدولية ؟
أحمد جمال : رأيي بمحكمة العدل الدولية، اللهم صلِّ على سيدنا محمد، إحنا طول عمرنا بنسمع بمحكمة العدل الدولية، محكمة شرعية عمرها ما حاكمت وكانت مناصرة للضعفاء، هي بتيجي مع القوي، يعني بنتكلّم عن محكمة بدهم يعملولنا ويسوولنا مش عارف إيش وبتقاضي إسرائيل، ليش تقاضي إسرائيل، بعد أربع آلاف سنة بدك تقاضي إسرائيل؟ مجهزينلنا أساسًا بدهم يدينونا ويدينوا قضيّتنا ويدينوا حياتنا، ولا حد بناصرنا، ما بدهاش كلام بضحكوا علينا بمحكمة الجنايات الدولية لو بسة عندهم ماتت ولا حيوان مات قاعدين بدينونا على أساس إحنا يلي قتلناه، إحنا آلاف مُؤلفة من الدور والبشر كله مات والشجر والحجر كله انحرق عنا، وبيجي بقلك انتوا إرهابيين، إحنا أصحاب حق، إحنا أصحاب أرض انسرقت منا، أصحاب كرامة انتُزعت منا، بيوتنا انسرقت منا.
لو أنت بيتك انسرق بتسكتش عليه، إحنا انسرقت آلاف دونمات منا، أراضينا انسرقت منا، اليهود حرامية سرقوا بيوتنا وسرقوا أراضينا، وبندافع عليها ومش قادرين نحصل، وكمان بدينونا، بنتطلع على محكمة الجنايات، بتضحك علينا، إلنا شهور تحت النّكبات وتحت الدمار، إيش عملتلنا محكمة الجنايات؟ ولا مجلس الأمن إيش عمللنا؟ ولا جامعة الدول العربيّة؟ كلهم بجتمعوا على أنقاض أطفالنا، على جثث أطفالنا، بتساوموا فينا؟ على شو بتتفرجوا ؟
أنا حكيتلك من البداية ما إلنا إلا رب العزّة سبحانه وتعالى، هو ربنا بناصرنا لأنه إحنا ضعفاء، و الله بنصر الضعفاء، ما فش حل لا إله إلا الله محمد رسول الله بدهاش حكي يعني، همه عجزوا الكلمات كل الكلمات راحوا من أفواهنا، تجمد كل الكلام، إيش أحكيلك؟ نبكي أطفالنا ولا شهداؤنا ولا أولادنا ولا دورنا ولا إيش نحكي؟ المقهور والمظلوم بتلاقي كلامه قليل بس صاحب حق بكون سبحان الله، الله بناصره، الله بقف معاه وحينتصر يومًا ما، سواء ما انتصرت اليوم رح ينتصر بكرا أو بعده أو بالسّنين الجاية وحنثبت للعالم كلها أنه الفلسطيني صاحب حق، الفلسطيني مش بتسوّل ولا بستنى حدا ولا مُساعدات من أي بني آدم، إحنا أصحاب حق ورح نوخذ حقنا من اليهود قبل العرب، إحنا بنقول لليهود إحنا رح نوخذ حقنا منك قبل العرب لو قصفتينا مليون مرّة ولو قتلتينا مية مليون مرّة
قتلتينا أنت لكن أولادنا ضايلين ورح يرجعولك نفس الموّال لما نوخذ حقنا منك..
