الشهيد مصطفى النجار يروي كيف نجى من الموت أول مرة



الوقت المقدر للقراءة: 4 دقيقة
منذ 8 أشهر

شهادة الطبيب مصطفى النجار عن نجاته للمرة الأولى من الاستهداف والموت، وثم نجى منه ثلاث مرات أخرى، لكنه استشهد في المرة الخامسة بتاريخ 6 فبراير 2024.

كانت المرة الأولى للاستهداف عندما كنا في طريق عودتنا إلى المدرسة التي نزحنا إليها في بداية الحرب أنا وأمي وبرفقتنا زوجة أخي وأطفالها الصغار بعدما قضينا يومًا طويلاً في منزل أختي التي لاقت ربها شهيدة هي وعائلتها الصغيرة في استهداف آخر لمنزلهم، حيث كانت أمي وزوجة أخي تسبقاني بمسافة صغيرة لا تتعدى الخمسة أمتار، وكان ابن أخي محمد يركض أمامنا، وفجأةً وللمرة الأولى إذ بشيء قوي يدفعنا للخلف بقوة، وكان هذا الشيء عبارة عن هواءٍ قوي يصحبه غبار كثيف؛ ومن ثم رأيت ألسنة من اللهب والنيران تنتشر في المحيط، ورأيت حجارة تتساقط علينا لكنني لم أشعر بها؛ ومن ثم صفير في أذناي، كل هذا الشيء حدث في ثواني قليلة لا تتعدى الثلاث ثواني، أدركت أننا استهدفنا، وأنني ما زلت على قيد الحياة.

لكنني حين فتحت عيناي لم أرى أمي، كل شيء رأيته كان عبارة عن غبار ودخان خانق، حاولت أن أقف على قدمي، لكنني لم أستطع في بداية الأمر ، أعدت المحاولة ونجحت في ذلك، لكنني كنت في حالة من عدم التوازن والسبب كان هو إصابتي في رأسي، حدث كل هذا وأنا ما زلت في حالة أشبه من اللاوعي وحين عاد سمعي لطبيعته سمعت صوت زوجة أخي تصرخ على محمد، وبدأ الجو يعود إلى صفائه ووضحت الرؤية، رأيت مأذنة المسجد على الأرض أدركت حينها أن الاستهداف كان للمسجد العمري، وقمت أبحث عن أمي ووجدتها فاقدة للوعي، وكان محمد قد أصيب في ظهره، ورأيت طفلاً مستلقياً على الأرض فارق الحياة وشاب آخر بجانبه أيضا قد فارق الحياة، هرعت إلى أمي وأيقظتها وحملت محمد، وأحضرته ووضعته جانبها؛ ومن ثم هرع الناس إلينا ونقلونا إلى مكان آمن وقدموا لنا بعض الرعاية الأولية إلى حين حضرت الإسعافات ونقلتنا إلى المستشفى.


الوسوم

شارك


المصادر


x