شهادة الفتاة سلسبيل التي نزحت إلى رفح بدون أهلها ولا تعلم عنهم شيئا



الوقت المقدر للقراءة: 6 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذه شهادة الطفلة سلسبيل (16 عاما) على نزوحها من حي الزيتون في مدينة غزة إلى خان يونس ثم إلى رفح بدون عائلتها، وعن معاناتها مع انقطاع أخبار عائلتها عنها، نقلتها قناة الجزيرة في تاريخ 25 يناير 2024، وهذا نقل لشهادتها كما وردت: 

سلسبيل: سلسبيل فضل جميل أحمد بدوي، 16، احنا 6 أولاد و3 بنات مع امي وابوي 11، لما قلت لأمي بدي اطلع ع الجنوب، قالت لي: "روحي وحنلحقك"، رحت مع جيرانا دار عمارين، أقارب لابويا بس من بُعد، طلعت معاهم انه على أساس انه ايش، ابويا يلحقني، لما وصلت لخان يونس قعدت أسبوع أسبوعين، ابويا رن عليا، صدفة رن عليا وأنا فخان يونس، قلت له: الو، يعني سألني أسئلة: كيف انتي منيحة؟ قلت له: اه، إلا انا سألته قلت له: "وين اخويا يحيى؟" إلا هو قال لي: تصاوب. قعدت يعني كمان أسبوع، ثلاثة أيام زي هيك أسبوع، بعت لي رسالة انه اخويا التاني استشهد، لما بعت لي الرسالة، في نفس الدقيقة رجعت له انه اتصل عليه اسأل انه اخويا استشهد ولا لا، قال لي: اه والله مستشهد، قلت له: طيب انتو وين رحتو، قال لي: رحنا عند دار خالتك في الشجاعية، بعد ماقال لي هالكلمة ماعرفتش حاجة عنه، إلي شهرين ونص. بكيت عليه، يعني قعدت شهر مش شايفاه ومن قبل آجي على الجنوب ماشفته، اخويا هذا عيطت عليه، لأنه أنا لا شفته ولا شافني يعني، ماودعتوش أنا قبل ما يموت، تندمت اني طلعت من غزة أصلا، كتير تندمت.

يعني طلعت لحالي من غير لا أخو ولا أخت ولا أم ولا أبو، تعبت كتيييير، بعدين عمره ماصار فينا حرب زي هالحرب، يعني صح باتذكر صارلنا في حرب 51 يوم معركة دير ياسين (2014)، بس ما صارش اللي صار فينا هيك. وانا حافية مشيت الجنوب والله وصلت خان يونس حافية من كتر الرعب، القناصات بين عيننا والكباشات (الجرافات) يمرقو قدامنا، ثلاث كباشات من قدامنا، ويهود على الجبل ويهود قدام، وناس بياخدوهم قدامنا، وكانو يشلحو الازلام (الرجال) في الطريق. مش ضامنة حالي اني اكمل طريق، أنا أول وحدة في القطار والقناص بين عينيا، وكنا نخبط (ندوس) على جثث، وكتير يعني برضه أولاد زيي تفرقوا عن أهلهم لانه كتير اخدوا الام والابو وسابوا الأولاد، اللي ساب 3 أولاد في الجنوب وهادول الأولاد الله يعينهم ابصر من اخدهم.

المراسلة: في الليل لما بتنامي بتحلمي في اشي؟

سلسبيل: باضلي اهلوس في ابويا، احلم انه اهلي، النار في دارنا مولعة، باحلم بس كنش اهلي فيها، صوت باسمع وجه لا. يعني هلقيت في الوقت الحالي لو احنا ميتين أهون من العيشة اللي احنا عايشينها.

المراسلة: ايش اكتر اشي بتفكري فيه؟

سلسبيل: الموت.. انا تعبت تعبت كتير.

المراسلة: طيب شو اكتر اشي بيخوفك؟

سلسبيل: اني ارجع على بلدي ملقيش أهلي، أروح لا الاقي أبو، لا ألاقي أم، لا ألاقي اخوة، مالقيش سند في هالدنيا، أكتر حاجة خايفة منها بهالدنيا. أوصل رسالة لأمي وأبويا انه أنا اشتقت لكم كتير وتعبت هانا من دونكم، ولاخوتي انه أنا اشتقت لهم كتير. وبدي أحكي لشعب غزة عامة انه الله لا يطولها شدة ويهدي بالكم.

https://www.youtube.com/watch?v=dJEHeTaNkhE

الوسوم

شارك


المصادر


x