شهادة والدة الشهيد محمود وهدان على قنص الاحتلال له في مخيم جباليا



الوقت المقدر للقراءة: 9 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذه شهادةٌ حصريّة سجّلتُها أنا خالد طعيمة لموقع "حكايا غزّة" من قلب مخيّم جباليا في شمال قطاع غزّة يوم الإثنين 5 فبراير 2024، تتحدث فيها السّيدة النّازحة من بيت حانون إلى إحدى مدارس الإيواء في مخيّم جباليا والدة الشهيد محمود وهدان عن قنص الاحتلال لابنها الشّاب يوم 7 ديسمبر 2023 في مدرسة أبو حسين في مخيّم جباليا، وهذا ما قالته:

أعرّف ع حالي أنا إم الشّهيد محمود منير وهدان، أنا إم الشهيد، كنّا إحنا طالعين من الدار، طلعنا وابني يوم يوم كان ييجي ينام عندي في قلب المدرسة هان، بقلّه يَمّا ما تروحش ما بردّش، قالي يَمّا أنا ما بحبش أنام في المدارس وبقرف من الحمّامات ومن قرف المدارس.

ابني كان كلّ يوم يروح على الدّار، [..] يتحمم ويوكل ويشرب غاد وكل شي، بس بيجي ينام عندي في قلب الخيمة، يوم ما استشهد أجاني الصّبح، قالي يَمّا بدي أواعيّا، قلتله يمّا أواعيك لسّا ميّا عالحبل [ملابسك مُبللة]، قالّي يما طب بلاش أعطيني يما أكل صاج وأعطيني الموجود، أعطيته صاج وأعطيته فول وأعطيته طحينية وراح، قلت الله يسهل عليك يمّا، في نفس اليوم هاض ابني قلقت عليه ما أجانيش، ابني ما أجانيش، صارت السّاعة ١٢، رنّيت قلت لصاحبه رنلي عالجوّال شوفلي محمود ابني وين، رن كلّمت محمود قلت يمّا أنت وين؟ قالّي يمّا أنا في قلب الدّار قذيفة خشّت الدار وأنا متخبّي حتى الآن بين المطبخ والحمّام، قالي يمّا أنا كويس، قلتله يمّا لما يصير معاك الإشي كويس وشفت النّاس دابة الدّنيا روح عالمدرسة، مع كترة النّاس بصيرش إشي، ردّ عليّا والله وطلع، مع الساعة 2:00 (ظهرا) إلا هو بقول محمود ما أجاش، إلا هو أجا خبر رنّ الجوّال، أنا بقول يا ساتر يا ربّ! وإحنا قاعدين على باب الخيمة، إلا هو بقولوا محمود منير وهدان استشهد.

صرخت بأعلى صوتي بدون دموع، قلت مش معقول محمود استشهد أنا محمود لسا الساعة 12 أنا مكلمه! طب أنا خليت ابني يطلع من الدار في قذيفة خشّت وما استشهدش، كيف إلي صار هاض! أتاريه كان شغال قنّاص في مدرسة أبو حسين، مدرسة البنات، إلا هو بقولوا الناس والله استشهد غاد، لسا دوبه بطلّ بطلع من الصّف إلّا القنّاص خش عليه على قلبه دغري، طلق على صدره..طلق على صدره دغري الطّلق، لما القذيفة خشّت كان في الدّار ما وصلتوش، واصلة الدّار، وبقول حسبنا الله ونعم الوكيل، أنا ابني لحتّى الآن ما شفتوش، النّاس إلي دفنوه لإنه ممنوع نخشّ مدرسة أبو حسين، كان القنّاص شغّال، كان ورا بعض، ما شفتوش لحتّى الآن، النّاس قالولي ابنك هاي دفنناه في مدرسة أبو حسين، ما بعرف ابني بأنو قبر، لحتّى الآن ما شفتوش والله.

بقول حسبنا الله ونعم الوكيل، وأنا يعني زعلانة كتير على الشّعب كلّه، شباب كلّها راحت وبنات ونسوان وأطفال، ودور راحت، بعوّض الله في الدّور، بس البني آدم بتعوّضش، وبقول حسبنا الله ونعم الوكيل عإلّي عمل هيك فينا عليهم اليهود كلّهم وعالدّول العربيّة كلها، لإنّها بتتفرج علينا، ما حدا راضي يتطلع علينا، أنا أم شهيد ما شفتش ابني لحتّى الآن، وما بعرف وين قبره، لمن مستشهد كان يقول للناس أنا بدي أموت قولوا لإمي تسامحني لإني ما رديتش عليها لمّا روحت على الدّار، بقول حسبنا الله ونعم الوكيل.

وهادي مش عيشة هادي! لا أكل ولا شرب ولا ميّ وعيشة مقرفة! على مجاري [مياه عادمة] إحنا قاعدين ومطر، ولا إشي بطعمونا، علف؟ يجيبوا يطحنوا يطعموا النّاس! حسبنا الله ونعم الوكيل عإلّي عمل فينا هيك، وعليهم كلّ الدول العربيّة، وأنا بطالب بكلّ حقوق الفلسطينيّة كلها، بدنا العرب تقف معانا الدّول العربيّة كلها أنا، أنا بسامحش في كلّ واحد شهيد راح وأنا أم شهيد، ما بسامحش أنا في دمّ ابني هيك راح، بسامحهمش كلهم لإنّه أنا ابني بدي أشوفه ما شفتوش أنا ابني لما اندفن، النّاس إلي دفنتلي إياه، وين هو مش عارف أنا! أنو قبر حاطينه بعرفش، كيف بدي أطوله ابني، كيف بدي أدفنه كيف بدي أشوفه! بحسبن عليهم كُلييتهم، لإنّه ما حدا واقف معانا، كلّ الدول بحسبن عليهم، لإنه بتفرجوا عالعرب وعالشهدا وعالشباب وعالنّسوان وهاد الطحين إلي بجيبولنا إياه نوكله العلف، من وقتيش العلف بنوكله الشعير؟ حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم.


الوسوم

شارك


المصادر


x