شهادة مكفن يعمل في تكفين الشهداء



الوقت المقدر للقراءة: 11 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذه المقابلة مع مكفن يعمل في تغسيل وتكفين الشهداء يتحدث عن الوضع أثناء الحرب وتم نشر الشهادة في السابع من ديسمبر. 

الصحافية:  أهلًا، يعطيك العافية

المكفن: الله يعافيك

الصحافية: من التكفين؟

المكفن: نعم احنا من المغسلين

الصحافية: بصفتك عامل في تكفين وتغسيل الشهداء، ممكن تحكيلنا الأيام هاي كيف طبيعة العمل بتصير؟ وانتو بمر عليكم خلال اليوم أعداد ممكن تعطينا تصور عنها وعن طبيعة العمل في هذه الأيام

المكفن: طبيعة العمل في المغسلة في الفترة الأخيرة وجدنا صعوبات كثيرة جدًا نتيجة تقطيع أوصال قطاع غزة، فنحن في المحافظة الوسطى، في البداية فقدنا الاتصال بالطرق إلى غزة، والآن، نفقد الاتصال في المنطقة الجنوبية، وهدا عامل أساسي في فقدان المستلزمات الأساسية من الأكفان ومن مواد التنظيف.

الصحافية: شو بنقص عليكم الآن لتغسلوا الجثامين؟

المكفن: كمغسلين ينقص علينا عدد من الأكفان، وكذلك المنظفات الأساسية، وكل مستلزمات المغسلة بدأ… يوجد نقص شديد، لأن ما يخرج من عندك لا بديل له.

الصحافية: يعني بالذات إذا بنعرف انه بيوصل جثث الشهداء مقطعة وأشلاء، في هذه الحالة أعتقد إنكم ما بتغسلوها، صحيح؟

المكفن: نعم… نحن نقوم بتكفين الشهداء فقط بدون تغسيل، نعم… ونتيجة تزايد عدد الشهداء في الفترة الأخيرة نتيجة الصقف على المنازل والبيوت، ووجود الكثير من الناس النازحين والمهجرين من مناطق غزة وشمال غزة إلى المنطقة الوسطى، وهي تعتبر من المناطق الآمنة… لكن الآن لا يوجد منطقة آمنة، لأن الكل مستهدف، وبعد تقطيع أوصال قطاع غزة، اليوم، الإمكانيات أصبحت محدودة جدًا… المغسلين يأتون إلى المغسلة مشيًا على الأقدام… 

الصحافية: ممكن في بعض الأحيان هم يضطروا لتكفين أقارب أو أحباء، لو تحكيلنا صار معك من قبل هيك موقف؟

المكفن: نعم أحيانًا تأتي… نحن نعمل من الصباح حتى ما بعد العصر، وبعد العصر نتوجه إلى بيوتنا، أما حاليًا بعد العصر فممكن الأهل أن يقوموا بتكفين هذا الشهيد، وإن كان وفاة طبيعية ينتظر لليوم التالي حتى تأتي المغسلات ويقوموا بالتكفين، خصوصًا إذا الأمر يتعلق بالنساء والشهيدات، فهن يأتين في اليوم التالي لتكفين هذه الجثث، وأحيانًا يكون أكثر من حالة. 

الصحافية: خليني أسأل، من يومين بالضبط قصف الاحتلال منزل في دير البلح وأدى إلى استشهاد تقريبًا خمسين شهيد، في هذه الحالة ومن ضمنهم عدد كبير من النساء والأطفال، كم شخص بعمل في ذات الوقت لتكفين الجثامين وتجهيزها للصلاة عليها ودفنها؟ 

المكفن: نتيجة ضيق المغاسل في مستشفى شهداء الأقصى نكون فريق عمل مكون من 4 أشخاص، في كل غرفة يقوم بتكفين ما هو متواجد من شهيد أو جريح، فهذا الأمر يُصَعب علينا المهمة خصوصًا إذا كان العدد كبير جدًا من الشهداء… فنقوم بالتكفين بشكل سريع جدًأ، وأحيانًا يقوموا الأهل بمساعدتنا في تكفين أبنائهم… وهذا الوضع المأساوي، نتمنى من الله أن تزول هذه الغمة عما قريب

الصحافية: في موقف مر عليك كان أصعب من غيره؟ ومتذكره أنت للآن؟ ربما لعائلة؟

المكفن: نحن في المغسلة أحيانًا نكفن أقاربنا… أحيانًا نكفن من أبنائنا… وأنا شخصيًا قبل حوالي 10 أيام قمت بتكفين ابن أخي… وقبل ذلك جاء شخص على عربة ونحن أردنا أن نسأل المرافق لهذا الشخص عما كان يريد مساعدة، فاكتشفنا أن هذا الرجل المتواجد هو كبير بالسن وإنه متوفي في الطريق أثناء حضوره من مدينة غزة إلى المدينة الوسطى… وقمنا بعمل اللازم من تجهيز وتكفين هذا المتوفي… فهذه المواقف أثرت في كل من كان متواجد، لأن بطبيعة الحال من يأتي على عربة إعاقة يكون شخص طبيعي…

الصحافية: كرسي متحرك؟

المكفن: نعم نعم، على كرسي متحرك… اكتشفنا أن هذا الشخص متوفي، فهذه مواقف مؤلمة… وأحياناً يتطلب منا الأهل وخصوصًا الأم تريد أن ترى أبنائها وهم مكفنين، فتكتشف أن المعالم مشوهة وكذا، مما يصيب هذه المرأة بالصدمة في أحيان كثيرة. 

الصحافية: عملك في هذه الأيام، هل سبق لك أو مر عليك مواقف مشابهة، أعداد مشابهة أو جثث مشابهة لشهداء مقطعين أشلاء ومعالم مختفية بسبب القصف… الي بتعيشه هذه الأيام في عملك، هل سبق لك وعشت شبيه اله؟

المكفن: لا طبعًا… خلال الشهرين السابقين لم نتعهد بمشاهدة مثل هذه الحالات. في السابق كان يأتي أحيانًا شهيد… وأحيانًا كل اليوم نتعامل مع أربع أو خمس حالات من وفاة طبيعية، أو أحيانًا نتيجة حوادث طرق أو ما شابه ذلك من أشخاص أثناء عملهم أو كذا… فنقوم بالتعامل مع هؤلاء الأشخاص بأريحية لأنه كل شيء كان متوفر من طرفنا ونقوم بعمل اللازم، أما في آخر شهرين حوالي من 7 أكتوبر، زاد من عدد الإصابات والشهداء بشكل كبير جدًا… ووجود مخاوف من استهداف في أي لحظة، فأحياناً يعني صعبة علينا هذه المهمة، وقلة الإمكانيات كان لها دور بارز في صعوبة مهمتنا، وكذلك مما زاد العبء علينا عدم وجود إمكانيات نتيجة تقطيع أوصال المحافظات المختلفة. 

الصحافية: لكن نستطيع أن نقول أن الأكفان متوفرة؟

المكفن: لا، حاليًا في نقص شديد في مواد التنظيف وفي الأكفان وكل المستلزمات، لأن هذه المستلزمات تستنزف منا الكثير من الجهد وبحاجة إلى تمويل بشكل دائم، يعني على الأقل كل أسبوع تكون مثل باقي المستشفيات وباقي المؤسسات. 

https://www.youtube.com/watch?v=b2TpYBLfpZQ

الوسوم

شارك


المصادر


x