شهادة السيدة فاطمة عويضة عن حصارهم من دبابات الاحتلال في مدينة غزة



الوقت المقدر للقراءة: 15 دقيقة
منذ 9 أشهر

شهادة السيدة فاطمة أحمد حسني عويضة عن حصارهم من دبابات وجرافات الاحتلال بمنطقة تل الهوا وسط مدينة غزة، مع أختيها وابنتها، وعدم تمكنهم من الخروج إلى مكان آمن، وكيف هدمت جرافات الاحتلال الأسوار حول منزلهم، وتوضح كيف أطلق قناصة الاحتلال النار بصورة عشوائية لتأمين الحماية للقوات المتوغلة في المنطقة، وتم تسجيلها خلال مقابلة مع "قناة الجزيرة"

بسم الله الرحمن الرحيم، أنا فاطمة أحمد حسني عويضة من سكان أبراج تل الهوى، بعد ما قصفوا الجامعة الإسلامية والمناطق من حولها، كانت الأبراج تهتز كأنها زلزال، من قوة وضخامة الانفجارات، بقينا في البيت أنا وابنتي وزوجي من كثر الانفجارات والقصف قلنا بدنا نخلي الشقة، لأن القصف قرّب علينا أخلينا الشقة ونزلنا، أخوي كان نازح على الجنوب، وسألني عن وضع تل الهوى، وحكالي إذا تضايقتوا كثير أنا بيتي مفتوح الكم روحوا عليه، وأخواتك الثنتين موجودات فيه؛ لأنهم رفضوا ينزحوا معنا على الجنوب، اللي هم الحاجة سعاد أحمد عويضة والحاجة، وداد أحمد عويضة، رحت أنا وبنتي أمينة نايف راضي وقعدنا في بيت أخوي مع خواتي كان في شوية سيارات زوجي جاب سيارة نقلتنا لهناك، هم سكان شارع متفرع من شارع ٨ بالقرب من مصنع اللبن لأصحابه دار دلول، كان في قصف كثير غير شكل مش بس عنا في كل غزة، وبعد كم يوم صار الاجتياح البري، طبعا الطيران بقصف والحزام الناري على الدور حسبنا الله ونعم الوكيل.

في تاريخ 23 نوفمبر 2023 تحديدا الساعة 2 وربع، طبعا قبل هاد التاريخ تحديدا كانت تيجي جرافات إسرائيلية ومعاهم دبابة، وفي قناص فوق برج دلول، طبعا كانوا يجرفوا الأراضي والشوارع والبنى التحتية والمياه وكل شيء.

وجاءوا على دار أخوي، وهدوا السور ودعسوا على الزراعة الريحان والنعنع وجرفوه كله، حتى خطوط المي الي تحت الأرض طلعوها فوق دمروا كل شي، وهدوا السور الي فيه شباك الصالون ووقع كله، طبعا بعدها إحنا كأنه قاعدين في الشارع.

في يوم 2023/11/23، كنت أنا وخواتي وبنتي بس نسمع صوت الجرافة قلبنا يقع من كثر الخوف، بهاد اليوم دخل جرافات كثيرا وحكينا الله يستر ما يهدموا الدار علينا إحنا مش عاملين إشي إحنا نسوان حريم إيش بدنا نعمل؟! حسبنا الله ونعم الوكيل.

دخلت الدبابات في أرض زراعية بعد دار أخوي طبعا بيت أخوي اله سور والأرض الزراعية إلها سور وبينهم مسافة مترين ثلاثة، دخلوا يجرفوا هذه الأرض، تأخروا وما عرفنا نصلي من كثر الخوف، طبعا إحنا قاعدين في الغرفة الي مقابل الأرض، ما توقعنا أنهم بدهم يجرفوا هذه الأرض توقعنا أنهم ماشيين من هذا الشارع ومستمرين في طريقهم، واستمر التجريف حتى وقت قبل المغرب بشوي، صاروا يطلعوا الجرافات، كانوا 8 جرافات في وحدة ثابتة كانت بتضلها تزن حتى في الليل وأنا نايمة سمعت صوتها، وانتفضت من النوم من كثر رعبي وخوفي من صوتها، القناص ما كان تاركنا، كانوا يعملوا حزام أمان.

للدبابات والجرافات، حتى يمرقوا إطلاق نار قنابل صوت قنابل غاز ومختص على باب بيت أخوي الحديد يظله يطخ عليه بالآخر هذا القناص نزل على الأرض، وصار يطخطخ على الحيطان تبعت بيت أخوي وصارت الجرافات تطلع وكان في صوت رجال تتشاجر، طلع هذا القناص بده يدخل دارنا، وكان الوقت قرب المغرب، بعض اليهود شدوه وقالوا له:
لو لو لو، هذا القناص اسمه بيتان، وكانوا يقولون له: لو بيتان لو بيتان

طبعا ما رد عليهم، دخل طبعا أختي كانت واقفة وراء الباب ورافعة شريطة بيضاء هكذا وابنتي كذلك، وتقول له: ياش نشيم يعني يوجد نساء، ولم يهتم لهذا الكلام أنا وقتها قلت لها: يا ماما تعالي اقعدي على الكرسي بلاش توقفي مقابل الباب، دفع الباب وصار يطخطخ كنا أربعة أفراد أنا وبنتي وأخواتي الثنتين لا إله إلا الله، بنتي تشهدت قالت أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، ونامت على الكرسي الي جنبها ما عرفت وقتها هي استشهدت ولا تصاوبت وأختي الي ورا الباب واقفة الحاجة، وداد قالت لي يا أختي أنا متصاوبة وأختي الثانية إجت الرصاصة في ذقنها، وكانت تنزف دم، وأنا أجتني الرصاصة في أيدي هسا بدي افرجيكم إياها غزت رصاصة في كوعي، وطارت وصار يسيل دم طبعا أولها، بعدين سحبوه رجال الجرافات، وطلعوه رجع مرة ثانية وطخ النار علينا بزيادة كانت أختي مصلية العصر، وتمددت على جنب التخت الي إجت الرصاصة في ذقنها لا إله إلا الله أنا تمددت جنبها.

الحمد لله ما أجت في، إلا هذه الرصاصة (تقصد الإصابة في الكوع)
رجع يطخطخ ثاني مرة طبعا زادت عدد الطلقات على أخواتي رجعوا سحبوه، وبعدها رجع ثاني مرة، وقال بما معناه طبعا أنا بعرف بعض الكلمات في العبري قال إنه هون في أربع فرشات والي أنا شفتهم ثلاث نسوان أنا كنت ورا أختي وهو مش شايفني رجع واحد قله تعال، ونعدهم وصار يقله: أخاد اشتاين شلوش (1 ، 2 ، 3 بالعبرية) بعدين وقف وقله هي أربعة عني أنا طبعا أنا كنت متمددة بس سامعة كلامهم، ووقف حوالي 20 ثانية يطلع فيّ حسيتهم 20 سنة من كثر الخوف اللي حسيت فيه، وأخذوه وطلع وسكر باب الغرفة علينا كأنه إحنا الأربعة متوفيين، وطلعوا وصارت الدنيا ليل الغرفة عتمت والستاير وقعت الغرفة صارت دمار وكانت لسا الجرافة الي ثابتة ورا الشباك في مكانها بقيت ساكتة ما بدي أطلع ولا صوت ولا حركة ولا شيء خفت يرجعولي، وبعد ما راحت الجرافة الثابتة كانت الدنيا بين المغرب والعشا، وكنت أنادي يا خواتي مين فيكم صاحية؟ يا ماما يا أميرة أنت صاحية؟ وحدة فيكم ترد عليّ ولا حدا رد عليّ قلت استشهدوا وأنا مش عارفة شو أعمل ومش عارفة، وين إصابتهم كانت بنتي قاعدة على كرسيين بلاستيك واحدة قاعدة عليه والثاني نامت كذا عليه (تقصد بأنها لا تريد رؤيتهم)

قمت الله يعزكم في الليل أروح على الحمام أشوف الطريق وشفت بنتي مرمية على الأرض دافعينها على الأرض، ووقعوها على الحيط.
وراميين الكرسي في آخر الغرفة أجيت أسندها عشان أكلمها أشوفها
كانت من تحت الكتف إصابتها والدم ملأ أيدي حسبنا الله ونعم الوكيل.

ما كنت عارفة وين إصابات خواتي، طبعا طول الليل كنت صاحية، وأنا أترحم عليهم، ولما طلع الصبح لقيت أختي الحاجة سعاد جايلها رصاصة في خدها ونازلة على الرقبة والدم منتشر على وجهها، ولقيت أيدها من عند العرق دم بسيل، وكانت تحط عليه كلنكيس كانت صاحية شكلها، وتحط عليه كلنكس وأختي الثانية والله ما عرفت وين إصابتها.

كانت ورا باب الغرفة واقعة على الأرض ومتصاوبة وحكت لي يا أختي أنا متصاوبة، ولما حضروا الشباب، ورفعناها عشان نلفها بالحرام كان تحتها بركة دم والله ما عرفت وين الإصابة من كثر نزيف الدم حسبنا الله ونعم الوكيل، بعدين أجينا هون على الدار حضروا شباب وطلعونا.

شوف يا خالتي شوف كيف هذا الدم بعد ما رفعنا الجثث هذا في الغرفة في كمان أختي الي كانت على التخت هذا التخت هنا الي حكتلك تصاوبت في رقبتها، وأيدها وأنا كنت وراها متمددة وبنتي كانت هان وأختي الثانية هنا، هذا دم أختي وهذا دم بنتي وأختي كان دمها على فرشة التخت.

أختي الحاجة سعاد عمرها 73 سنة، وأختي الحاجة وداد عمرها 71 سنة
وبنتي أميرة نايف راضي 30 سنة والحمد لله على كل حال الله يارب يصبرنا ويرحمهم ويوسع مدخلهم يارب، ويثبتهم عند السؤال، ويتقبلهم مع الشهداء والصالحين حسبنا الله ونعم الوكيل.

هو بس انتقام وإجرام ونازية، بقولوا إنهم عانوا من النازية طيب ما عملوا نازية أكبر من هيك.

حسبنا الله ونعم الوكيل.

https://www.youtube.com/watch?v=ACN9S_and7I

اقرأ المزيد

اقرأ المزيد من قسم شهادات

الوسوم

شارك


المصادر


x