جاء ضيف الله العزيز، جاء رمضان ليجبر كسر قلوبنا ويزيح همومًا أثقلت ظهورنا، نستقبله في شمال القطاع ونحن جوعى وعطشى، فيأتي ليروي ظمأ القلوب وكل العطشى، يشبع القلوب التي باتت جائعة لفرحة غابت عنا منذ أشهر، اعتدنا في غزة العزة أن نتزين بأبهى حلة ونرفع أجمل زينة، لكن هذا العام اخترنا أن تكون زينتنا مختلفة، لم نتزين هذا العام بهلال رمضان وحده بل أسبقناه بأكثر من ٣٠ ألف قمر، وأتبعناه براية الحق التي غابت عن العالم أجمع وحلقت عاليًا في سماءنا.

منذ أكثر من خمسة أشهر وغزة تسبح في الظلام، لن يضيء ليلها هذا العام حبال الزينة، بل قوة وصمود شبابها، وفخرهابأطفالها الأشبال، سيضيء رمضان العام ثبات هؤلاء وحدهم، سنرى هؤلاء الشباب يضيئون لنا البيوت بزينة رمضان ودروباً من القوة والثبات يضيئون لنا قلوبًا أعتمت وأظلمت قهراً، يجبرون كسرها بفرحة تزينت لتبهتج بأبهى حلة استقبالاً لهذا الضيف رغم كل الآلام.

استضاف أهل شمال القطاع لهذا العام في أسواقهم الفرحة بفانوس رمضان، وأبهج أهلها حاراتهم بحلة شهر الخير، واستقبل الأطفال  هذا الضيف بالابتسامة والرسومات التي خرجت من براءةٍ كاد أن يُعدمها طيف القتل والجوع، لكن صمود الشمال وأهله يعرف كيف يباغت كل هذا الحزن بحسن الضيافة والاستقبال.

نبتغي منك يا الله شهراً استقبلناه بقلوب أَعْيَاها عظيم ما حرّمت، أعْيَاها قتْل أنفسٍ مسلمة دون وجه حق، أعْيَاها هواننا على العالم أجمع، فأمطر علينا يا الله بغيث رحمتك ونور بركتك وعفوك ورضاك، اللهم اجبر كسر قلوبنا، ورمم شتات أرواحنا، واجعل من هذا الشهر نهاية لأحزاننا أكرمنا بالإجابة ياالله فإن رمضان كريم وأنت الأكرم!

تشارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *