كيف يُمكن أن يتحوّلَ شيءٌ عاديّ، كالمشي، من قُرصٍ مُهدّئٍ للأعصاب إلى “ريسيڤر” جاذبٍ لإشارات التوتّر، أنا، طالبةٌ عاديّة، من عائلةٍ عاديّة، أدرسُ في جامعةٍ عاديّة، تمّ تحويلي إلى رئيسة قسم التّحقيق.

الجميعُ هُنا مُشتبهٌ به، بائعُ الفراولة، أُستاذُ مدرستي الإعداديّة، الطّبيبُ الذي عالج أوجاع قولوني العصبيّ، مُهندسُ بيتنا مُنذ ستّة سنوات، ابنةُ أخي الرّضيعة، جدّتي التي في القبر!

سأخرجُ للمشي لخمسةِ دقائقٍ فقط، وسأشتبهُ بخمسينَ شخصاً، مَنْ هو الجاني، مَنْ سيُـقصف الآن!

عند وصولي إلى المنزل -شقفةً واحدة- أُدرك أن عقلي عاديٌّ أيضاً، يُحلّل أفلام ألمانيا الوثائقيّة، قضايا الإجرام في أمريكا، والدراما الكوريّة، لكنّه لا يستطيعُ تحليلَ حياةِ مالكته!

لم أستطع الإمساك بالجاني، لكنّني رأيتُ وجه خمسينَ ضحيّة، عندما مشيتُ لخمسةِ دقائق!

تشارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *