هالة الرقيقة صاحبة الوجه البَشوش البَسّام، الطموحة جداً ، و “فاشونيستا الشِلّة”، هالة جارتي وصديقة العمر التي كبرنا معاً، قُصِف منزلهم ثاني أيام حرب الإبادة هذِه، ٨ أكتوبر ٢٠٢٣، واضطروا للنُزوح لبيت أختها في منطقة الشيخ رضوان، لم تُفارقهم هناك الأحزمة النارية وقنابل الفسفور “المُحرّمة دولياً”، فنزحوا هذه المرّة خوفاً من الموت إلى منطقة الزيتون، ظَنّاً منهم أنّها قد تكون آمنة، بعدها اشتدّت الأحداث أكثر وحدث الاجتياح البرّي، وأصبحت منطقة الزيتون الآن منطقة عسكرية، قُطِع عنها الاتصال والانترنت والماء والطعام.

 آخر ما وصلني عن هالة أنها وأهلها ما زالوا هناك ورفضوا النزوح للجنوب، لكن آخر ما وصلني من أخبار عن منطقتهم كان مُوجِع أكثر، يقولون جنود الاحتلال الإسرائيلي دخلوا البيوت قتلوا الرجال بداخلها وأصابوا من أصابوا واعتقلوا من اعتقلوا، لا يُعلم حتى الآن مصير أيّ شخص هناك، لا أعلم حال هالة، أخاف عليها كثيراً، وأهرب دائماً من الأفكار المُرعِبة ، أحاول إقناع نفسي أنها بخير، لا تشعر بالخوف لا بالبرد لا بالعطش، ولا تعِزّ عليها نفسها وتبكي، أودّ كثيراً لو أنها معي، تعيش معي كذبة “الجنوب الآمِن” على الأقل كنت سأعرف كيف حالها، أتُرى يُصبح هذا كله ذِكرى يوماً ما، نجلس أنا وهالة ونحكي عنه ونَبكي ثم نضحك على بُكائنا؟ نعم إن شاء الله، أملي بوجه الله كبير جداً.

تشارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *