في بقعة جغرافية هي من الأعلى كثافة سكانية في العالم، وتحت وطأة حصار قاس فرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ سنوات طوال، و حروب وحشية كثيرة شنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة طيلة هذه السنوات راح ضحيتها الآلاف من الشهداء، هنا غزة.

يعيش سكان قطاع غزة ظروفاً صعبة نتيجة للعديد من التّحديات الاقتصادية والاجتماعية، هذه الظروف التي تزداد تعقيداً بسبب العدوان الغاشم الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين وأهل غزة خصوصاً. تعتبر قضية السكان في قطاع غزة أمراً حيوياً يتطلّب اهتماماً كبيراً وتحديث مستمر وسط هذه المعطيات.

عدد السكان في قطاع غزة

تبعاً لآخر  تحديث صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني حول أوضاع الفلسطينيين، وذلك في نهاية عام 2023، في مقالة نشرَت على الموقع في (2023/12/31) فإن الإحصائيات تشير لما يلي:

  • مع نهاية العام 2023 وصل عدد السكان في قطاع غزة 2.3 مليون فرداً، منهم 1.06 مليون طفل دون سن الثامنة عشرة يشكلون ما نسبة 47% من سكان القطاع.
  • أكثر من 23,000 شهيد في فلسطين منذ السابع من أكتوبر 2023، 98% منهم في قطاع غزة، وهي أكبر حصيلة شهدتها فلسطين منذ نكبة 1948.
  • مع نهاية العام 2023 وصل عدد السكان في قطاع غزة 2.3 مليون فرداً، منهم 1.06 مليون طفل دون سن الثامنة عشرة يشكلون ما نسبة 47% من سكان القطاع.
  • 40% من الشهداء في قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة، هم من الأطفال وحوالي 30% من النساء.
  • بلغ عدد الشهداء في فلسطين منذ بداية العام 2023 (22,404) شهيداً، منهم (22,141) شهيداً منذ السابع من أكتوبر 2023، 98% منهم في قطاع غزة، منهم نحو 9,000 طفل و6,450 امرأة.
  • بلغ عدد المفقودين الذين تم التبليغ عنهم في قطاع غزة أكثر من 7,000 مفقوداً، منهم 67% من الأطفال والنساء.
  • نزح ما يقارب 1,900,000 مواطن داخل القطاع بعيداً عن أماكن سكنهم ومنازلهم.
  • قام الاحتلال الإسرائيلي بتدمير ما لا يقل عن 65 ألف وحدة سكنية بشكل كلي، إضافة إلى تدمير أكثر من 290 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي.
  • أصبح سكان قطاع غزة يفتقرون لأساسيات الحياة من مسكن ومأكل ومياه. وأشارت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن ما لا يقل عن 40% من سكان قطاع غزة معرضون لخطر المجاعة.
  • مع الحرب الإسرائيلية الأخيرة والحصار الكامل المفروض على القطاع، انخفضت نسبة الإمدادات من مصادر المياه بمقدار 90%.
  • تضرر 18% من المساحات الزراعية في القطاع بشكل مباشر، وكان الضرر الأكبر في محافظات شمال غزة حيث أن الضرر قد طال 39% من المساحات الزراعية في محافظة شمال غزة، و27% في محافظة غزة.

وفي دراسة سابقة نشرها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وبالتحديد في تاريخ (2023/11/16) ذكِر فيها أنّ:

  • 807 آلاف ما زالوا يقيمون في محافظتي غزة وشمال غزة، والتي تشمل تجمعات (أم النصر-القرية البدوية، بيت لاهيا، بيت حانون، جباليا ومخيمها، مخيم الشاطئ، مدينة غزة، مدينة الزهراء، المغراقة، وجحر الديك) بالرغم من البطش الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي من قتل للمدنيين وتدمير للمباني السكنية والمستشفيات والمدارس والمساجد وكل دور العبادة.
  • قُدر عدد السكان المقيمين في محافظتي غزة وشمال غزة حتى مساء 11/11/2023 بـ 807 آلاف فرداً يمثلون نحو 152 ألف أسرة، وذلك من أصل 1.2 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في تلك المحافظات (منهم 448 ألف في محافظة شمال غزة، و 754 ألف في محافظة غزة).
  •  نحو ثلثي سكان محافظتي الشمال ما زالوا يقيمون في مناطق شمال القطاع، في حين نزح نحو ثلث سكان محافظتي الشمال؛ أي ما يقارب 400 ألف نسمة إلى محافظات وسط وجنوب قطاع غزة (دير البلح، خانيونس، رفح) ليكون عدد المقيمين حالياً في محافظات وسط وجنوب القطاع 1.43 مليون نسمة.

كيف أثّرت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على تغيير ديموغرافية القطاع؟

ترك العدوان الإسرائيلي الوحشي الأخير على قطاع غزة أثراً بالغ الأهمية على ديموغرافية المكان. إذ شهد قطاع غزة تأثيرات كبيرة على توزيع السكان وهيكلهم الاجتماعي نتيجة للدّمار الواسع واستشهاد الآلاف من أبناء القطاع، وذلك إلى جانب آلاف الجرحى الذين يفتقرون للرعاية الصحية في ظل ما يحدث، ولا سيما الحالات الحرجة التي تحتاج لتدخل جراحي عاجل.

تسبّب العدوان الإسرائيلي في تهجير أكثر من مليون شخص وآلاف من الأسر لمناطق أخرى في القطاع، وذلك إلى جانب تدمير البنية التحية وتدمير كل شيء؛ حتىأن هنالك أحياء كاملة دمِّرَت ومسحَت بالكامل، مما أدّى إلى تغيير جذري في ديموغرافية القطاع. الأطفال والشبّان كانوا ضمن الفئات الأكثر تأثراً فيما حدث، وتزايدت نسبة النازحين بشكل كبير.

تحمل هذه التّحولات تحدياً كبيراً، وتتطلّب جهوداً دولية عاجلة وكبيرة لوقف هذه الحرب الهمجية على أبناء غزة، وإعادة إعمار للأحياء التي مسحها الاحتلال عن بكرة أبيها، وتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وتوفير العلاج اللازم للجرحى؛ لمحاولة تحسين ديموغرافية القطاع بعد الوحشية الممنهجة والإبادة الجماعية التي مارسها الاحتلال الإسرائيلي المجرم على قطاع غزة.

تشارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *