السيد بشارة شحادة المؤسس الأول بعد رحلة من العمل الطويل في مجالات عدة.
بدأ السيد بشارة رحلته المهنية في تصليح الساعات وفي نفس الوقت كان يمتلك مركزاً لتعليم السكرتاريا، يروي لي إبنه تيودور بأن الخريجين من طلابه بدأو مسيرتهم المهنية بعد تخرجهم من المركز في السعودية والامارات والكويت أُغلق المركز بعد ذلك وأصبح العمل في إصلاح الساعات متعباً للسيد بشارة، ليبدأ العمل كشريك في مطعم في مدينة غزة وبعد رحلة من التقلب في الأعمال، أسس السيد بشارة المخبز في عام ١٩٨٤م، مصادفةً، ليبدأ رحلته منذُ ذلك العام ويستقر فيها، وليصبح بعد ذلك المخبز الأوتوماتيكي الوطني الأول لأبناء القطاع، لم يكن عمله كمالك لهذا المشروع سهلاً أبداً، حيثُ كان المشروع في بدايته ولم يكن السيد بشارة يعتمد على عُمال، كان أبناؤه تيدي وطارق ورامي وسمير يساعدونه في العمل داخل المخبز وكان الأب بشارة يستقل سيارته لتوزيع الخُبز، يؤكد الإبن الأكبر للسيد بشارة “تيودور” على أن العمل لم يَكُن جيداً في البداية، لكن بعد العام ٢٠٠٠ أصبح العمل أفضل قليلاً من ذي قبل.
بعد العام ٢٠٠٨ أصبح المخبز يعلو القمة في القطاع، تمّكن أبناء العم بشارة من تحويل المخبز الصغير لشركة كبيرة بفروع عدة وشبيهاً بالمخابز في دول الخارج وطوروا منه ولم يقتصر على الخبز التقليدي فقط بل أدخلوا العديد من الأصناف كالكورواسون، والأبل باي، والدوناتس والكعك والعديد من أصناف خبز الباجيت والبيتزا وخبز القمح الكامل والصنف الأشهر على الإطلاق كعك السمسم الذي يذوب طعمه الآن في فمي وأنا أكتب هذا السطر.
والأهم برأيي أن السرّ في نجاح هذا المخبز والذي لا يختلف عليه اثنان من ابناء القطاع وهو العمل بأحسن جودة وبأسعار تناسب الوضع الإقتصادي في المدينة .

قصف الإحتلال الاسرائيلي بعض المباني ودّمر خطوط الإنتاج والطاقة الشمسية ومولدات الكهرباء التي يعتمد عليها المخبز، وكان هدف الاحتلال الاسرائيلي واحد ومُعلن منذ بدء هذه الحرب
” التجويع” وعدم إطعام الناس رغيفاً من الخبز، ليسَ أكثر من ذلك.

أُغلق المخبز الذي لم يُغلق يوماً واحداً منذُ تأسيسه ولا حتى في الانتفاضة الأولى والثانية ولا حتى في أيام منع التجول.

من جانبي أنا كأحد الزبائن الدائمين للمخبز فهو مخبز كُل الأجيال، لا يوجد طفل صغير في غزة لا يعرف شركة مخابز العائلات، لا يوجد أحد من أبناء المدينة لا يمر ولو لمرة وحدة خلال يومه بمخبز العائلات، هذا المخبز الذي أطعم خُبزاً لكل أبناء المدينة.

تشارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *