لا طبقة مخملية في غزة، لا أحد معصوم من القتل والتهجير والإبادة، كنت أظن أن جيش الإحتلال يعمل بدون خطة، يعبر بقصفه المجنون عن الثور الهائج الذي فـُقِئت عينه، عن الذئب المجروح الذي ينتقم لما أصابه من أذى في السابع من تشرين الأول، لكن الحقيقة أن الإحتلال يعمل بخطة مدروسة، وقد جاء جو بايدن بنفسه ليعطي الموافقة عليها، الهدف هو الإبادة، التهجير القصري لكل المكون البشري في القطاع، الهدف هو تحقيق حلم شارون القديم بأن يصحو وقد ابتلع غزة البحر .. الهدف هو أن يُقتل أكبر عدد ممكن من السكان، ومن يبقون أحياء وشهود على الفاجعة والهول، يختارون الهروب طوعاً ما بعد الحرب إلى أي بقعة أخرى على هذا الكوكب !

مشكلة إسرائيل الكبرى اليوم ليس مع حمــاس، إنما مع النطف والجينات التي تواصل انجاب هذا الجيل العصي عن التدجين والنسيان والإلهاء، هذا الجيل الذي جبل برمل الأرض وملح البحر، الذي سيبقى مستعداً في أي حقبة زمنية مقبلة، على إعادة إنتاج معجزة الإذلال والاستعلاء والهيمنة، على أكبر قوة استعمارية في العصر الحديث

خلافاً لكل الحروب السابقة، إسرائيل تقتل بدون أن تعتذر، تبيد بدون أن تحاول التملص، بدون أن تلتفت لصورتها في العالم، لديها تصريح مفتوح من البيت الأبيض، للدفاع عن وجودها بأي طريقة، خلال هذه الحرب، قتل العشرات من الأطباء والموظفين في المؤسسات الدولية والصحافيين، وعن قصد وتعمد، قُتلت عائلة الزميل الكبير وائل الدحدوح، لم تفكر مدفعية الإحتلال للحظة بوقف حصاد الأرواح .. الجميع تحت طائلة الانتقام والعقاب، الكل في غزة يجب أن يدفع ثمن حشرجة الروح التي تعيشها إسـرائيل .. ولكن معلش خسئ جيش إسرائيل .. خسئ وخاب

  • نشرت أولا في حساب يوسف فارس على فيسبوك (هنا)
تشارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *