هذه شهادة الطفلتين جنان وجنى موسى حول نجاتهما بأعجوبة من تحت الانقاض بعد قصف صهيونية على منزلهم في منطقة الاتصالات في شمال قطاع غزة ومجزرة قتلت 23 فرداً من عائلتهما، نقلها الصحفي محمود أبو سلامة في تاريخ 19  يناير 2024، وهذا نقل لشهادتهما كما وردت:

الصحفي: ننقل لكم المشهد والصورة في قصة جديدة من عشرات القصص التي نرويها لكم، لكن هذه المرّة قصّة تتدخل بها معيّة الله ولطف الله في مجزرة عائلة موسى في شمال قطاع غزة في منطقة الاتصالات، هذه المجزرة التي راح ضحيتها 23 شهيداً وفي تدخّل معيّة الله.

ننقل لكم ما حدث في اللحظات الأولى بعد مكوث هذه الطفلتين لأكثر من ساعتين تحت أنقاض هذا المنزل الذي نقف به الآن، هذه صرخاتهم لحظة وصول طواقم الدفاع المدني بعد ساعتين لإنقاذهم.. (يقوم بتشغيل تسجيل صوتي لأصوات رجال الدفاع المدني لحظة أنقاذهما) 

التسجيل: يا جنان، سامعاني يا عمّو، خلص يا حبيبتى، احنا وصلناكي، مين معِك، اختك معِك، طيب يا حبيبتي انتي بخير احنا وصلناكي.

الصحفي: هذا هو المشهد بعد ساعتين من قصف هذا المنزل الذي راح ضحية شهدائه 23 شهيداً معنا هنا في ركام هذا المنزل، معنا جنان ومعنا أختها التوأم جنى التي مكثا ساعتين تحت أنقاض هذا المنزل.. جنان الحمد لله على سلامتكوا. شو اللي صار، وقت ايش، كيف القصة؟

جنان: أول إشي باليوم هذا استهدفوا الدار ع الساعة 12 ونص، واستشهد 23 فرد من عائلتنا وراحوا عيلتين من سجل الدفاع المدني، ويعني استشهدت أختي وأخوي وماما وكمان عمّاتي واولادهن وأغلبيتهم نساء وأطفال، وكنّا احنا خايفين لمّا كنّا تحت الأنقاض ضلّينا ساعتين صرنا نصرّخ ومقدرناش نتنفّس وجنى كل لمّا احكيلها صرّخي تحكيلي بقدرش صرت أحكيلها اتشهّدي. 

الصحفي: طيب ساعتين كان في كهرباء؟ كان في كشّاف؟ كان في إضاءة على المكان؟ عارفين مين استشهد شو صار؟

جنان: لأ، بس كان عنّنا مَرَتْ عمّي وبنتها.

الصحفي: في نفس الغرفة؟

جنان: بنفس الحجرة اللي احنا قاعدين فيها، أنا وجنى كنّا قاعدين جنب بعض بحكي لها جنى خلّينا نصرّخ مع بعضنا خلّينا يمكن يسمعوا صوتنا أو إشي، أنا كنت أصرّخ أصرّخ أصرّخ محدّش سامعني بعدين صرنا نصرّخ أنا وجنى وهو يحكي: “في حد ع الباب” صار يحكوا لأنه صار الضوء يقرّب من عندي وصرت أصرّخ أحكي لهم الضوء جاي لعندي الضوء جاي لعندي لهمّا صار يحكوا احنا وصلناكي احنا وصلناكي.

الصحفي: هذا الدفاع المدني يعني؟ بعد ساعتين؟

جنان: بعد ساعتين أو اتأخّروا كمان.

الصحفي: جنى شو كان حديثِك انتِ وجنان يعني بعد ساعتين تحت الأنقاض وما في إضاءة ما في كهرباء، يعني بنحكي عن قبر انتوا موجودين فيه على قيد الحياة؟

جنى: احنا كنّا قاعدين مع بعض، انّه بس بدنا نطلع، كنّا نسأل هو ماما سامعة صوتها؟ سامعة صوت هاد سامعة صوت هاد؟ مكنّاش عارفين اشي كنّا كتير خايفات كنّا نقول يلّا نزعق عشان يطلعونا من تحت الأنقاض، احنا طلعنا بمعجزة.

الصحفي: نعم، طب في اللحظات هذي استذكرتي إشي، توقّعتي ان حد يطلعكوا اصلاً يعني؟

جنى: لا أنا مكنتش متوقّعة إنه نطلع وأساساً صرت اتشهّد أنا وأختي بس الحمد لله طلعنا وهاي الحمد لله بخير.

الصحفي: طيب لمّا طلّعوكوا في اللحظات هذي حسّيتي إن الحياة من أول وجديد انولْدَت أو لسّه حيكمّلوا فيكم، هل هيتم قصف المنزل مرّة أخرى وهم بيطلعوكوا؟

جنى: لا حسّيت إنه خلاص انكتبتلي عمر جديد حياة جديدة وهيك.

الصحفي: هذه قصّتهم نرويها لكم، جنان شو كانت طموحكم وشو أحلامكوا كانت ماما الله يرحمها ..

جنان: ماما كانت بتحلم إن احنا نحفظ القرآن كلّه وكانت أنه بتشوفنا أحلى دكاترة وتيجي الصحافة ع دارنا بتوجيهي (شهادة الثانوية العامة) وهيكا، فهلقيت طموحنا بدت يعني تنهدم شوي شوي.

الصحفي: يعني احنا بنحكي حكيتي جملة كانت تحلم إنه الصحافة تيجي ع بيتكم في يوم نتائج توجيهي، احنا اليوم الصحافة جَتْ ع بيتهم للأسف الشديد يعني وهو البيت مقصوف والأم رحمة الله عليها، في 23 شهيد في هذا المنزل، ناخد من جنى، جنى شو قلتم شو انتِ كانت فكرتك يعني؟

جنى: يعني أنا زيّهم كان نفسها تشوفنا دكاترة بس أمّا إجا الحرب تحطّمت كل أحلامي وماما راحت، مين بده يفرح فينا مش عارفة.

الصحفي: طيب الآن البيت انقصف، انتوا الآن اصبحتوا من النازحين بعد ان كنتوا انتوا تؤوا النازحين.

جنى: آه كل ذكرياتنا في الدار راحت وكل أواعينا وكل أحلامنا راحو في الدار، في الردم.

الصحفي: طيب جنان شو بتحبي تضيفي كلام بعد يعني بعد هذه المجزرة اللي صارت؟

جنان: مش عارفة يعني احنا لمّا كنّا تحت الردم صرنا نحكي لهم ماما وين أخوي حمّود الصغير صرت أحكي له صار يحكي يا جنان وينِك انتِ (تبكي) صار يزعق عليّا وفي الآخر استشهد.الصحفي: هذه هي المأساة التي حلّت في عائلة موسى في منطقة الاتصالات في شمال قطاع غزة.

ننقل لكم المشهد والصورة في معجزة إلهيّة تتدخل بها معيّة الله مع هذه الطفلتين التي خرجا من تحت أنقاض هذا المنزل بعد ساعتين من استشهاد عائلتهم، 23 فرداً في شمال قطاع غزة .

تشارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *