هذه شهادات أهالي شمال شرق غزة حول ندرة الأطعمة في الأسواق وغلاء أسعارها، نقلتها الجزيرة في تقرير عبر مراسلها يوسف فارس في تاريخ 11 يناير 2024، وهذا نقل لشهاداتهم كما وردت:

الصحفي: مشاهدينا الكرام نحن هنا في شارع النفق شرقيّ مدينة غزة، كما تلاحظون عادت الحياة تدريجياً إلى هذه المنطقة بعد انسحاب الدبابات الإسرائيلية من الأحياء الشرقية للمدينة التي كانت تتوغّل فيها وتحديداً أحياء التفاح والشجاعية والدرج.

وتحول هذا الشارع أيضاً إلى سوق كبيرة يَقْصُدُهُ المئات من المواطنين بشكل يومي للحصول على البضائع حيث سمح انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق شاسعة من مناطق شمال قطاع غزة بوصول التجّار إلى بعض المخازن المحاصرة.

وأيضاً وصول المواطنين إلى منازلهم التي كانت تحوي بعض المواد التموينية، ويلجأ الأهالي إلى بيع ما يزيد عن حاجتهم لتأمين مبلغ نقدي يعينهم لتوفير احتياجاتهم. (مخاطباً أحد الباعة) يعطيك العافية، بيش – بكم – البصل؟

البائع: 25.

الصحفي: 25 شيكل الكيلو، الكيلو الواحد بـ 25، تمام شكراً.. أسعار البضائع هنا مرتفعة جداً وتحديداً الخضار، الخضار التي أصبحت بضائع نادرة جداً بسبب عدم تمكّن الأهالي من الوصول إلى الأراضي الزراعية في منطقة بيت لاهيا التي لا زالت ترابط فيها القوات الإسرائيلية وهي مناطق خطيرة.

يتسبب ذلك بارتفاع كبير في أسعار الخضروات، يعني خضار مثل البندورة والبصل والفلفل شحيحة جداً في الأسواق وتصل أسعارها لمبالغ خيالية تفوق قدرة الأهالي الشرائية … يعطيك العافية يا حاج، ايش بتبيع؟

البائع: خبز ودُقّة – بهارات فلسطينية -.

الصحفي: بيش رغيف الخبز؟

البائع: 4 أرغفة بـ 5 شيكل.

الصحفي: والدُقّه بيش؟

البائع: الوقيّة بـ 8.

الصحفي: مش غالي كتير هيك؟

البائع: ما هو هيك احنا عشان نطحن هذي بياخدوا منّا 8 شيكل على الكيلو بس عشان نطحنها، لأنّه مفشّي، لا في سولار ولا في مكاين، أغلب المطاحن انقصفوا كلّييتهم، المطاحن الموجودة معدودة على الإيد يعني.

الصحفي: وهذا خبز ايش؟

البائع: هذا خبز قمح مع أبيض مخلوط.

الصحفي: الناس قادرة تشتري هاكا؟

البائع: والله مضطّرين انهم يشتروه مش قادرين لأنّه مفشّي، هاي الموجود.

الصحفي: هو في الوضع الطبيعي الربطه اللي فيها 50 رغيف بـ 8 شيكل، وخبز أبيض.

البائع: صحيح، طب ماشي ما هو اليوم هذا هايهو بيبيعوه طحين 15 شيكل الكيلو، هيّو طحين بيبيعوه بـ 15، وبدّه تكلفة لسّه وبدّه طَحِن وبدّه عَجِن وشغل وخبز يعني بياخد معانا جُهُد، يعني يا دوب هيك يوفّي معانا.

الصحفي: انت هاي الشَغْلَه بتطّلع منها؟

البائع: بطلع منها مصروف أولادي بس، هذا هيّ على قد اليوم باليوم.

الصحفي: الله يعطيك العافية

البائع: الله يخلّيك، الله يعافيك

الصحفي: طبعاً المعروضات، البضائع المعروضة في هذا السوق ليست متعددّة، كميّات محدودة من أصناف معيّنة، وهي أصناف ليست اساسية، هذه هي المخلّلات، هي بضائع ليست أساسية ولكن هناك إقبال منها من المواطنين … (مخاطباً بائع مخللات) يعطيك العافية يا حاج.

البائع: الله يعافيك.

الصحفي: بيش بتبيع الكيلو؟

البائع: هذا بـ 10 الفلفل وهذا بـ 15.

الصحفي: كان بـ 4 شيكل؟

البائع: آه، ما هو اليوم هذا علينا بـ 14 وهذا علينا بـ 9، يعني بنعمل شيكل هان وشيكل هان، يعني من أصحابه غِلِي، كل إشي تآخذنيش بها الكلمة قدّيش كيس الطحين هلقيت؟ 700 شيكل كيس الطحين ومش ملاقيينه.

الصحفي: لكن في إقبال عليه يعني؟

البائع: والله الناس ما هي يعني لا مؤاخذة ايش بدّها تاكل، بتحط لها شوية رز مع طرشية – مخلل – عشان تنزل اللُقْمَة، فشّي خبز، بشوية رز وتجرّعها بقرن فلفل، بنتفة طرشي – بعض المخلل -، الحمد لله ايش بدنا نسوّي، على ما الله يفرجها إن شاء الله ونخلّص من ها الهم هذا بتاع ها اليهود هذا .. حيّاك الله، بارك الله فيك.

الصحفي: الله يعينكوا. (يسأل أحد الباعة) بيش الفسيخ؟ الكيلو بـ 30؟ سعره الطبيعي، هذا هو سمك الفسيخ وهو

البائع: هذا فسيخ تاعه طبريّة.

الصحفي: السمك المملّح، الأهالي كانوا يشتروه بالأعياد هذا.

البائع: صحيح

الصحفي: كيف الإقبال عليك؟

البائع: والله مناسبة.

الصحفي: في ناس بتيجي تشتريه؟

البائع: صحيح، من قلة اللّحمه بيشتروه، لو في لحم بيشتروهش هلقيتا موسمه، لأن مفشّي عليه موسم.

الصحفي: ع العيد.

البائع: آه 

الصحفي: سعره بـ 30 شيكل؟

البائع: 30 الطبيعي يا عمّي صحيح، ولا تغيّر ولا زاد ما فيش استغلال، 30 طبيعي، بوري هذا طبريّه، وهاي الدنيس بـ 25 و بـ 20.

الصحفي: هذا صار بديل اللحمة؟

البائع: صحيح.

الصحفي: بديل اللحمة وفشّي سمك اساساً؟

البائع: وفشّي سمك كمان، فشّي لا طبخة ولا نفخة كلّه على الرز اليوم، بيبدّوا هذا كمان لأنه شويه عن اللحم .. حبيبي يا عمّي.

الصحفي: (مخاطباً أحد المواطنين) يعطيك العافية يا حاج.

المواطن: الله يعافيك، هذا ما بيّنش – أي لم يظهر في الأسواق – إلّا عشان الطحين، لو فشّي طحين ما تقبلهاش الناس ما بتاخدهوش هذا.

الصحفي: عشان مفشّي طحين؟

المواطن: لا، هلقيت اللي بدّه مميز القمح.

الصحفي: القمح، اللي بدّه.

المواطن: الناس لا مؤاخذة صارت تمشّي حالها فيه، بس مش أكتر، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

الصحفي (مخاطباً أحد البائعين الأطفال): يعطيك العافية، بيش الطحين؟

البائع: 25.

الصحفي: 25، أحسن سعر فيه هذا للكيلو الواحد؟

البائع: للكيلو الواحد.

الصحفي: يعني الرطل الـ 3 كيلو بـ 75، طيب هو الكيلو أكم رغيف بيعمل؟

البائع: حسب ما يكون كبير ولا صغير.

أحد الموجودين: من 12 لـ 10 أرغفة.

الصحفي: طب ليش غالي هيك يا حبيبي؟

البائع: هو احنا بنيجي نترزّق فيه، يعني كيف أبوي بيجيب لي كيس بيطلع عليّا بـ 23 بنربح احنا 2 شيكل في كل كيلو وهاي القصة.

الصحفي: يعني هو من مصدره غالي؟

البائع: آه مصدره غالي.

الصحفي: في إقبال عليه؟

البائع: لا والله فيش يعني موجود إلّا من الناس اللي بتسرق من على خط البحر.

الصحفي: قصدي في إقبال في ناس بتقدر تشتريه؟

البائع: يعني مش ها الناس، اللي معاه بيشتري اللي معهوش بيشتريش، اللي بيشتري بيشتري القمح بس.

الصحفي: القمح ارخص آه، بتخلطوا القمح مع …

البائع: آه بيخلطوا بزبط

الصحفي (مخاطباً بائع آخر): يعطيك العافية، بيش البرتقان؟

البائع: 6.

الصحفي: 6 شيكل، كيف الإقبال عليك؟

البائع: عادي.

الصحفي: بيشتروه الناس يعني؟

البائع: بيشتروه آه.

الصحفي: الوضع الطبيعي قديش كان سعره؟ الـ 3 بـ 100؟

البائع: 3 شيكل 4 شيكل عادي.

الصحفي: هذا من وين إجا؟ بيت لاهيا؟

البائع: من بيت لاهيا من الشمال أغلبيته آه.

البائع (مجيباً عن سعر الليمون): الرطل بـ 50.

الصحفي: كويس.

البائع: كويس آه.

الصحفي: في إقبال حلو؟

البائع: في آه، قبل أسبوع كان بـ 7 شيكل.

الصحفي: بس هالقيت صار في …

البائع: هلقيت اتوفّر آه

الصحفي: إلى هنا نصل مشاهدينا الكرام إلى ختام جولتنا في سوق شارع النفق، وقد شاهدتم الازدحام الكبير من المواطنين، لكن الأسعار الموجودة لا تتناسب بالمطلق مع القدرة الشرائية للأهالي .. لقناة الجزيرة مباشر .. يوسف فارس .. شمال غزة.

تشارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *