هذه شهادات سيدات فلسطينيات حول معاناتهن مع الشتاء القارس والمعيشة الصعبة شمال قطاع غزة، نقلتها قناة الجزيرة في تاريخ 5 فبراير 2024، وهذا نقل لشهاداتهن كما وردت:

المتحدثة الأولى:
أنا صابرين الكتناني، متزوجة من أسامة الكتناني، معايا ولد وبنت، جود وجواد. بحب الدنيا، كل اشي بنحب، والله هالقيت أنا بيجي لي شهرين  في المستشفى، كنا في مدرسة صلاح الدين وقصفوا لنا إياها. يعني الطفل أنا عندي جواد أو جود لما بدهم يروحوا على الحمام بيلحقوش حالهن، فاضطريت أعمل لهم سطل علشان يعني يقضوا حاجتهم فيه …

المكان ضيق عندي، يعني الغرفة اللي أنا قاعدة فيها كذا عيلة فيها، مش لحالي، كذا عيلة فيها، لكن أنا وولادي على جنب يعني بعيدين عن الناس كلياً، الغرفة ما فيها باب، احنا حاطين ستارة، والشباك ما في شباك حاطين نايلون على الشباك، والسقعة يعني هي بتخش علينا.

الشتاء -المطر- هديك النهار فات علينا جوه بالغرفة وغرقنا ميه، حتى الأولاد ما كنش لهم معايا ملابس صرت أشحت من الناس علشان ألبسهم … وفي حاجات احتياطية للنساء وللبنات مش موجودة، انًا بنضطر يعني كلينكس – مناديل-. مبارح أنا جبت طحين لأولادي طلع مخلوط بأكل دواب وأكل حمام، ما ضبطش معايا في العجين.

الغرفة عنا تلج وبدون حمام فيها، وعندي الأولاد بيمرضوا، عندي الولد والبنت أزمة في صدرهم، نهجة مستمرة – ضيق تنفس -، والحمد لله يعني علاجهم حتى الآن مش متوفر معايا ولا قادرة إني أشتري علاج النهجة لإلهم. والله نظافة ما في نظافة، احنا يعني تقريباً هاي إلنا شهرين في المستشفى كل اللي اتحممناه مرة واحدة في المستشفى من قلة الشامبو قلة المية.

بعدين الميه هان مية بحر مالحة يعني، الطفل لما بيتحمم فيها بيصير يصيح: “يا ماما عيني صاروا فلفل” يقول لي … والله نفسي إني أرجع على بيتي وأعيش فيه مستورة زي ما كنت في الأول، لو بقعد فوق الردم  – الركام – إني أرجع خلاص، أنا تعبت من هالحياة هادي.

المتحدثة الثانية:


أنا اسمي أم جلال السويركي، ساكنة في التفاح (شمال غزة). والله اقلك برضك الوضع ما هو أمان، يعني احنا قاعدين في غرفة ولادة، توليد، في غرفة توليد، والله المجاري بتطف علينا واحنا نايمين، نقوم والفراش مية مجاري. الدار اللي ربينا فيها وجمدها أبويا الله يرحمه وآوية يجي سبعين نفر (تشير بيدها إلى نسفها تماماً).

أنا لما رحت دخت، دخت لما شفت الدار … والله العيشة سوء، الوضع صعب، مية فش، أكل فش، طحين فش. أنا هان فاتحة باب مرزق خبز، اللي يصحله حبة طحين بيعجنهم، بيجي، بخبز له بأقل أقل حاجة، يعني مساعدة مع الناس، مساهمة مع العالم.

اللي بيجبرني إنه طلعنا احنا معناش فلوس، معناش مصاري، معناش نصرف، معناش نجيب أي وسيلة نأكل … والله بالنسبة للأهل أنا إلي شهرين – تبدأ بالبكاء – ما سمعتش عنهم، مشتاقة أسمع صوتهم، مشتاقة لإمي، كلهم في الجنوب ما فيش إلا أنا، من يوم ما بدأت الحرب.

آخر يوم انجمعت فيهم في 6/ 10، والله الواحد هادا مايفتكرش، بس الوقت هادا جابرنا إننا نقعد، جابرنا جابرنا لازم نضحي، إذا ما عملنا هيك ما نعشش، لازم نكون أقوى من الوقت اللي احنا بنمر فيه … والله أنا بنام يعني ليلة ليلة أتمنى أصحى يقولوا وقفت الحرب، يعني يوم يوم كحلم.

أنا أقلك، أنا يمكن عايشة في حلم، اللحظة هادي أنا يمكن بحلم بحلم، مش مصدقة أنا بالوضع اللي احنا فيه، بصحى كل يوم على إني أساس إني أصحى من النوم خلاص ترجع الدنيا لطبيعتها وفش اشي، فشي حاجة نكون هداة بال، الكل يروح لبيته لداره، نرجع للعيشة اللي كنا عايشنها في الأول.

تشارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *