هذه شهادة الصحفي زهير دحلان حول تفاصيل تنكيل الاحتلال بآلاف النازحين من خان يونس إلى جنوب غزة أثناء مرورهم عبر ما يسمى الممر الآمن، نقلها المصور أسامة الكحلوت في تاريخ 3 فبراير 2024، وهذا نقل لشهادته كما وردت:  

أنا الصحفي زهير دحلان نازح من مجمع ناصر الطبي إلى دير البلح. طبعا أول ما صار معانا، قبل النزوح بيوم غنه رموا علينا مناشير بالإخلاء الفوري من محافظة خان يونس باتجاه شارع البحر المؤدي إلى جامعة الأقصى. طبعا اتخذنا التدابير اللازمة والسلامة التامة على أساس انه احنا نتحرك عبر الحاجز.

تحركنا ثاني يوم صباحا تقريبا الساعة السابعة صباحا باتجاه الحاجز، سمحوا لنا بالدخول تقريبا الساعة العاشرة صباحا عبر الحاجز، دخلنا الحاجز تفاجأنا بفرز الرجال والشباب والشيوخ عن النساء والأطفال، سمحوا بدخول النساء والأطفال باتجاه الحاجز الأمني.

واجهنا صعوبات كبيرة عبر الحاجز من مسبات، من شتايم علينا، بشكل عام سواء كان سياسيا سواء كان جنسيا، لكن مرت مرور الكرام الحمد لله. الأزمة كانت كبيرة جدا جدا على الحاجز بالنسبة لفئة المرضى، لفئة النساء، لفئة كبار السن، لأنه كان يوم بارد برد قارص، قالوا لنا الكل يجلس على الركب ارفع ايدك لفوق.

تخيلوا المأساة اللي احنا عايشينها بهاي اللحظة انه انت قاعد في برد وفي نفس الوقت ركبك مغطية بالطين والمية ورافع ايدك لفوق، بعد ذلك سمحوا لنا بالدخول للشباب كل أربعة أشخاص أو خمس أشخاص مع بعض، لما دخلنا كل أربع أشخاص أو كل خمس أشخاص مع بعض من الشباب.

تفاجأنا إنه بيتم الاختيار من بين كل الشباب إنه فلان تعال، لما يقولوا له فلان تعال بيقولو له ارمي أغراضك، بعد ما يرمي أغراضه: “اشلح ملابسك بالكامل” تماما، بعد ذلك يقولوا له يلا تعال لعندنا بياخدوه بكلبشوه، ما بعرفش شو بيصير معاهم بالتحديد أو ماعرفنا ايش مصيرهم لكن الطريقة كانت وحشية، غير أخلاقية، غير إنسانية.

بعد ذلك قلطنا – تجاوزنا – الحاجز نتفاجأ إنه بيحجزوا عدد كبير من الممرضين اللي كانوا متواجدين في مجمع ناصر الطبي والكادر الطبي بشكل كامل والله أعلم. أما الحصيلة اللي كانت عندي يوم أنا خرجت يمكن واحد أو اتنين من بين 150 شخص من الكادر الطبي اللي كان موجود بمجمع ناصر الطبي تم حجزهم عبر الحاجز.

طبعا نادى عليّ الجندي: “تعال انت لابس جاكيت أسود ورمادي تعال لعندي”، رميت أغراضي توقعت للوهلة الأولى انه يقول لي اشلح ملابسك وتعال، قال لي تعال لعندي، ايش اسمك، قلت له هاي في الهوية مكتوب اسمي.

قال لي اعطيني رقم هويتك، اعطيته رقم الهوية بعد ذلك خلص  قال لي روح، رحت، وأنا رايح بيقول لي انت شكلك ما بتحب حماس روح، وهذا الي صار، ضليتني رايح ما جاوبته وضليتني رايح الحمد لله.

تشارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *