هذه شهادات نازحين فلسطينيين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة حول تحويل صوبات زراعية إلى مركز إيواء للنازحين بسبب الاكتظاظ السكاني وزيادة أعداد النازحين في الجنوب، نقلتها الجزيرة مباشر في تاريخ 29 يناير 2024، وهذا نقل لشهاداتهم كما وردت:

الصحفي: أتواجد هنا في هذا المكان وهو دفيئة زراعية، كان يجب، من المفترض، أن تكون مفعمة بالزراعة الخضرية، لكنها اليوم تحولت إلى مكان للنازحين هنا في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، وخاصة في ظل حالة الاكتظاظ هنا في المدينة بفعل ما تشهده، أو يشهده القطاع من حرب إسرائيلية مدمرة ومتواصلة.

وأدى ذلك إلى ازدياد مجاميع النازحين أو حركة النزوح إلى هذه المدينة، وخاصةً من مدينة خان يونس في ظل الهجوم الذي ينفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي على المدينة.

نشاهد هنا وإياكم هذا الاكتظاظ الكبير من قبل جموع النازحين في هذه الدفيئات الزراعية والتي هي غير مؤهلة للحياة الآدمية بتاتا. نتحدث وإياكم مع الشيخ محمد الشتيوي، وهو أحد القائمين على هذا المشروع، مشروع الإيواء المستحدث، وهو النموذج الأول أيضا هنا في مدينة رفح. يعطيك العافية شيخ محمد.

الشيخ محمد: الله يعافيك.

الصحفي: يعني نتحدث حول مشروع الإيواء الجديد والمستحدث هنا في هذه المدينة في ظل ما تشهده مدينة رفح من اكتظاظ للنازحين.

الشيخ محمد: سيدي العزيز، الحمد لله رب العالمين بجهود أحبابنا والنازحين، وإنت شايف الأعداد الكبيرة اللي موجودة في المكان، ما فيه أي مأوى للناس، إجَتنا فكرة هذا المأوى إنه يكون الحمامات الزراعية هذه نستعملها لإيواء الناس.

وبجهود الناس البسيطة إنت شايف الناس حتى مش مسكّرة الأسقف عندنا، ماء مش متوفر  عندنا، الله يكرمكم دورات المياه ما هي موجودة، لسه بيروحوا ع المساجد. الأوضاع صعبة جدًا في المأكل في المشرب في.. في كل نواحي الحياة.

الصحفي: طيب كم ساعة مر على إقامة هذا المركز؟ نشاهد بأنه يعني لم نشهد من قبل دفيئات زراعية تحولت إلى مراكز للنزوح.

الشيخ محمد: والله احنا عندنا هذا تقريبا ثالث أو رابع مأوى بهذه الطريقة. من قبل شهر تقريبًا أو ما يزيد، فتحنا أول واحد، والثاني والثالث والرابع، وهذا الخامس إن شاء الله. 

الصحفي: طيب، في ظل ازدياد المطالب الحياتية للسكان هنا في القطاع، هل تلقيتم أي من أنواع المساعدات الضرورية اللازمة لاستمرار الحياة الآدمية؟

الشيخ محمد: للأسف الشديد لما قمنا على هذا بشكل فردي وشخصي وعرّفنا الناس إن هنا ما هنستطيع إنه نقدم أي خدمة إلكم أو أي مساعدة، إحنا فقط مركز إيواء. وللأسف الشديد ما فيه أي أحد بيدعم هذا الأمر. الناس هانا بيعانوا من فقر مدقع أولًا بسبب الأحداث، نزوح الناس بدون حتى فراش أو ملابس.

ممكن تدخل على الخيام وتتفرج، الناس تفترش التراب، الناس غطاها، فيه منهم، السماء، والله يا ابن الحلال، فالوضع مزري لأبعد الحدود. الوضع.. ما أظِن إنسان يأتي وبيدخل هذه الخيم إلا يبكي من أحوال الناس اللي موجودة، وللأسف ما من مستجيب.

الصحفي: في ظل أيضًا موجة البرودة وهطول الأمطار، كيف تصف لنا، وأنت مدير مركز إيواء.. هذا الإيواء وتطّلع على أحوال الناس هنا وحجم المطالب والاحتياجات؟

الشيخ محمد: ممكن إنتم شايفين إن الأرضيات فيها ماء، إحنا.. هذا الأمر (مشيرًا إلى سقف الدُفَيْئة) ما بيحجز الماء بنسبة كبيرة عن الناس، بالعكس، الماء بيدخل، ماء المطر، على النازحين، تبللت الفراش والملابس. الأمر لا يوصف صعوبته ومأساة.. ومآسي الناس، مش مأساة، مآسي الناس اللي موجودة.

 الصحفي: شكرًا لك الشيخ محمد الشتيوي، أحد المبادرين على هذا المركز الذي  كان من المفترض أن يكون مكانًا للزراعة الخضرية. شكرًا لك.. مشاهدينا، ندخل هنا إلى هذه الغرفة هنا في داخل هذه الخيمة داخل الدُّفَيْئة، ونشاهد هنا الحياة المعدومة التي لا ترقى للحياة الآدمية على الإطلاق.

حياة لا ترقى لأن يعيش الإنسان في مثل هذه الظروف في ظل عدم وجود فراش على الأرض وفي ظل أيضًا أن هذه الدفيئة كان يستخدم بها المبيدات الحشرية والكيميائية من قبل المزارعين، ولا زالت الآثار هنا تمتد وربما تؤثر على صحة هؤلاء النازحين.. أحد النازحين هنا وقد افترش هذا المكان. يعطيك العافية.

نازح 1: الله يعافيك.

الصحفي: يعني حدثنا من أي مكان نزحتم وكيف هي الحياة بالنسبة لكم هنا؟

نازح 1: أنا ياسر حجاج من الشجاعية، شارع المنصورة. أنا يمكن نزحت يمكن من أكتر من 11 أو 12 مكان لما وصلت للمكان هذا، كويس؟ من النصر للسدرة للتلاتيني، بعدين رجعنا ع السدرة وبعدين رجعنا ع النصر، بعدين رحنا على صناعة خان يونس، قعدنا بيه شهرين ونص أو تلاتة، بعدين آخر حاجة جينا هان.

وطلعنا من خان يونس تحت الممر الآمن، تحت الدبابات من قدام الجيش. وطلعنا هيك أنا طلعت عريان هيك زي ما أنا، كل أواعينا وأغراضنا ولحافاتنا وحراماتنا وطحيننا وأغراضنا كله كله ضل عند الصناعة، كويس؟ طلعنا حافيين.

لإمتى لإمتى لإمتى احنا بنضل بها الوضع هذا؟ هذه مش حياة  بني آدم. هذه إحنا عايشين بهذه أرض.. هذه أرض زراعية، بالمبيدات وبالكيماويات، بالإبر، بالحبوب، كل حاجة للخضرة اللي فيها.

الصحفي: لا زالت يعني.. أنت تتحدث عن المبيدات، هل لا زالت الآثار فعليًا فعليًا يعني؟

نازح 1: والله ممكن تأثر.

الصحفي: خاصةً أثناء النوم وأنتم وصلتم حديثًا هنا؟

نازح 1: ممكن تأثر. أنا الليلة مانمتش بالمرة. أنا مانمتش بالمرة. تمام؟ هالليلة أنا مانمتش بالمرة، صاحي طول الليل لأن أنا خايف على نفسي. أنا معاي القلب بس خايف على نفسي. المبيدات هذه ممكن تأثر بس مش اليوم تحس بيها.

تحس بيها قدام. كويس؟ قدام شهر أو أسبوع أو كذا، بعد ما تروّح أو كذا. كمان زي القصف، الرياح تاعت الحرب، كويس؟ ممكن تأثر عليك.. ممكن تأثر عليك بعد شهر.

الصحفي: يعطيك العافية.. نريد أن أيضًا أن نعطي المجال أكثر للمواطنين أو النازحين الآخرين. أيضا مشاهدينا نخرج من هذه الخيمة هنا ونشاهد كل مكان في هذه الدفيئة قد قسمت إلى نظام ما يعرف بالغرف البسيطة أو المُجزّأة وبالتالي أيضًا يحاول النازح الفلسطيني أو تحاول العائلات الفلسطينية أن تتحدى كل هذه الظروف المحيطة بهم.

هذه الغرفة المجزأة هنا ليست أحسن حالًا من سابقتها وبالتالي كل ما هو موجود هنا لا يرقى لأن يعيش الإنسان بحرية وراحة كما يقولون. هذا أحد المواطنين هنا أيضًا نتحدث معه. يعطيك العافية. أنتم وصلتم حديثًا من مدينة خان يونس، اشرح لنا أكثر عن تفاصيل هذه الحياة المزرية، خاصةً في أوقات الظهيرة وفي أوقات المساء.

نازح 2: أوقات المساء طبعًا بيكون الجو برد جدًا وفش غطا للأولاد طبعًا لأنه احنا طلعنا ما معناش حاجة وطبعًا الجو شوب بكون طبعًا وعندنا فيه بعض الخيم فيهن طبعًا.. طبعًا يخلف على الشيوخ طبعًا اللي وقفوا معانا.

بس برضه فيه تنقيط مياه ويخلف عليهم برضه، فيه طبعًا اللي وقف معانا واللي قاعدين بيساهموا وبيساعدوا مش مقصرين. بس فيه ناس اللي مش حاسّة فينا.

الصحفي: شكرًا لك وأعانكم الله وأعان كل أبناء الشعب الفلسطيني هنا خاصةً من العائلات النازحة.. نخرج من هذه الغرفة المجزأة ونتحول هنا أيضًا مشاهدينا ونشاهد هنا الحياة التي هي بالنسبة لجميع المتواجدين هنا صعبة للغاية.

نتحدث هنا مع أحد المواطنين أيضًا في هذا المكان. يعطيك العافية.. أنتم لستم إلا نموذج مصغر لما بات يعتري الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني، اشرح لنا.

نازح 3: والله إحنا طلعنا من الشمال توجهنا ع خان يونس وكنت قاعد بمنطقة الصناعية، من 15/10 لحتى الجمعة اللي فاتت واحنا قاعدين في الصناعية لما طلعونا قسرًا عن خان يونس. وطلعنا بعد ما لمينا اغراضنا وطلعنا ما أخدوش.. وقفوا السيارة في الطريق ونزلونا وطلعونا بدون أي إشي.

الصحفي: يعني الحرارة والبرودة، كيف هي هنا؟

نازح 3: والله الحرارة زي ما بقولوا في النهار حار وفي الليل بارد وعند سقوط الأمطار بدلف – يدخل – علينا لإنه فيه أماكن غير صالحة، بتدلف على كل مأوى، ع كل لاجئ قاعد في هالمخيم. يعني كل فراشنا وحالنا متبلل واللي أعطونا إياه من المخيم كله بتبلل من المي.

الصحفي: شكرًا شكرًا لك شكرًا.. مشاهدينا نحاول أن ندخل هنا أيضًا على هذا القاطع هنا داخل هذه الدفيئة الزراعية ونحاول أيضًا أن نتحدث مع سيدات يعانين من ظروف الحياة ولكن قبل أن نتحدث مع السيدات، نتحدث مع هذه الطفلة. يعطيك العافية عمو.

الطفلة: الله يعافيك.

الصحفي: عمو كيف الحياة هون؟

الطفلة: صِعبة جدًا ومش طبيعية.

الصحفي: شو اللي مخلّيها صعبة؟

الطفلة: اليهود، الاحتلال الصهيوني.

الصحفي: فيه برودة؟ إنتِ بردانة؟ سقعانة مثلًا؟ 

الطفلة: بتدفينيش الحرامات. خفاف.

الصحفي: طيب شو بتتمني؟

الطفلة: بنتمنى إنه نعيش حياة حلوة وزي هيك.الصحفي: إن شاء الله يعني.. هذه الطفلة التي تتمنى أن تحيا على حياة هي الأفضل وحياة جميلة بعيدًا عن آثار الحروب المدمرة وبعيدًا عن أصوات المدافع وأصوات الانفجارات وكذلك أيضًا بعيدة عن مرأى الدبابات الإسرائيلية.

هذه الدبابات التي ربما بعثت بحالة من الخوف والرعب، وهذه الأجيال ربما لم تشاهد مثل هذه الحروب ولا أيضًا الدبابات العسكريبة الإسرائيلية والتي بعثت بحالة من الخوف عليهم واستقرت الحياة بهم إلى هذه الدفيئة الزراعية في واحدة من أصعب الحياة التي يحيا عليها النازح الفلسطيني.. أحمد البُرش، لقناة الجزيرة، من مدينة رفح شمال قطاع غزة.

تشارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *