فجرُ الخميس، السّابع من ديسمبر 2023
نجونا من الموتِ مرّةً أخرى، لحظاتٌ وساعات عصيبة مَليئة بالدّعاء والبُكاء عشناها في منزلٍ لعائلةٍ استضافتنا، لا أعلمُ حقيقةً عددنا، كنّا خمسين وربّما أكثر، لكنّ خوفَنا واحد!
صوتُ الرّصاص يقترب، صوت الدبّابة يخترق قُلوبنا، قصفٌ عشوائيّ لا يتوقّف، ركضنا كُلّنا نحو الطابقِ الأرضيّ، تكوَّمنا على أنفسنا في غرفةٍ صغيرة لا تتّسع لعشرةِ أشخاص لكنّها في الخوف جمعتنا كلّنا، الصوتُ يقترب بجانب ابنتي..أتكوّم على نفسي وأفكّر: هل هذه النهاية!

هدوءٌ حذِر لم يمضي عليه دقائق، تبعه انفجار كبير لمنزلٍ مُجاور لنا بضوءٌ أحمر، اندفعت نحوَنا الحجارة وغُبار أحدثه صاروخ طائرة F-16‏، فركضنا نحو الباب نتفقّد أنفسنا، من منّا نجا ومن مات..كُلّنا لم ننجُ كلنا متنا.

في الشّارع للمرّة التّاسعة نحملُ حقائبَنا وأطفالَنا ونمشي نحو اللّاشيء، لا طريق مَعلوم، نحوَ المجهولِ نمشي، كلّ الأماكن خَطر وكلّ القُلوب مكسورة، الاتّصالات مقطوعة، الكوكب كلّه مُنعزل عنّا.

نحنُ الضّعفاء الأقوياءُ باللّٰه، نحن النّاجون من الموت الفارّون نحوَ عدلِ اللّٰه..للّٰه ضَعفنا للّٰه صبرنا للّٰه قلّة حيلَتنا.

تشارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *